كل ما يجري من حولك

«عند عودتهم يدركون ما فعلوه؛ عندها تأتي الصدمة» جنود الاحتلال بعد جرائم غزة: اضطرابات نفسية وصعوبات في الاندماج ومحاولات انتحار متزايدة

133

متابعات..|

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، استنادًا إلى بحث أجرته جمعية “نتال” المتخصصة في دعم مصابي الصدمات النفسية، عن معاناة متفاقمة بين جنود الاحتياط الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، حَيثُ يعاني عدد كبير منهم من اضطرابات نفسية حادة طويلة الأمد تعيق عودتهم إلى الحياة المدنية وسوق العمل.

وبحسب نتائج البحث، الذي شمل أكثر من 600 جندي احتياط تلقوا مساعدة من الجمعية، فإن نحو نصفهم لم يتمكّنوا من العودة إلى وظائفهم أَو يواجهون صعوبة كبيرة في الاندماج المهني، رغم عمليات الدعم النفسي والمرافقة المُستمرّة التي تلقوها منذ انتهاء العمليات العسكرية.

كما أظهر التقرير أن 30 % من الحاصلين على تعليم أكاديمي لا يزالون غير قادرين على استئناف دراستهم أَو أعمالهم.

وأشَارَ التقرير إلى أن هذه الاضطرابات النفسية أثرت سلبًا على مجالات الحياة كافة، من العمل والتعليم إلى العلاقات الاجتماعية، فيما سجلت الجمعية تحسنًا محدودًا في الأوضاع المهنية والاقتصادية للمشاركين، إذ ارتفعت نسبة من تحسن وضعهم من 17 % إلى 48 % بعد فترة العلاج.

وفي موازاة ذلك، كشفت بيانات حديثة لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن 279 محاولة انتحار بين صفوف الجنود، خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2024 حتى يوليو/تموز 2025، من بينها 33 محاولة خطيرة كان يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. كما أظهرت الإحصاءات أن 124 جنديًا انتحروا منذ عام 2017، وأن نسبة المنتحرين من جنود الاحتياط شهدت ارتفاعا حادًا منذ عام 2023، تزامنًا مع زيادة عددهم عقب اندلاع الحرب على غزة في أُكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

وتشير المعطيات إلى أن 78 % من المنتحرين في عام 2024 كانوا من الوحدات القتالية، مقابل 17 % فقط في العام السابق، في حين تبين أن أقل من خُمس المنتحرين تواصلوا مع مختصين في الصحة النفسية خلال الشهرين السابقين للانتحار.

وفي تعليق على هذه الظاهرة، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، خلال مؤتمر في قاعدة بلماحيم العسكرية، إن “الصحة النفسية للجنود باتت قضية مقلقة”، داعيًا قادة الوحدات إلى “الانتباه إلى أفرادهم وعدم التردّد في توجيههم لتلقي العلاج”، مؤكّـدًا أن “مئات الجنود تلقوا علاجًا أنقذ حياتهم”.

المصدر: صحيفة هآرتس العبرية

You might also like