متابعات..| تقرير:

في ما عُــدَّ نقاطَ تحوُّل وخسائرَ أمريكية غير مسبوقة، خَلُصَ تقييمٌ شاملٌ نشرته صحيفةُ “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية إلى أن ميزانَ القوى في الصراع العسكري بين اليمن والولايات المتحدة في البحر الأحمر قد مال لصالح القوات اليمنية، معنونةً تقريرَها بعبارة حاسمة: “صنعاء= واحد، واشنطن= صفر”.

وضمن ردود الفعل الميدانية اعتبرت الصحيفة المواجهةَ دخلت مرحلة حاسمة بعد عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 بفرض حصار يمني بحري مُحكم على السفن الإسرائيلية، وحينها شهدت البحارُ في المنطقة تراجُعاً ملموسًا في التفوق الأمريكي أمام “أفقر بلد في المنطقة”.

وجاء هروعُ ترامب نحو اليمن لاستجداء الاتفاق نتيجةً لمقدَّمات عدة؛ إذ أوضحت الصحيفة أن الولاياتِ المتحدة، بعد اعتبارها العملياتِ اليمنيةَ تهديداً لحرية الملاحة، استعرضت قوتَها -التي تُخضِعُ بها كُلَّ دول العالَم منذ الحرب العالمية الثانية- بإرسال أساطيل ضخمة إلى المنطقة، لكنها واجهت “سلسلةَ خسائر غير مسبوقة” شملت غرقَ جنديَّينِ أمريكيين أثناء محاولة اقتحام قارب يمني، وسقوط طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 سوبر هورنت، وتصادم حاملة الطائرات هاري ترومان بسفينة تجارية مصرية.

إذن هي هجماتٌ يمنيةٌ موجِعة أدَّت لانسحاب أمريكي مُذِل على شكل تفاهُمات بوساطة عُمانية، وقد أشارت “لوموند ديبلوماتيك” إلى أن قصفَ القوات الأمريكية لمركَز احتجاز في صعدة، والذي أودى بحياة 68 شخصًا، أثارَ ردًّا يمنيًّا عنيفًا تمثَّل في إطلاق صواريخ باليستية على حاملة الطائرات ترومان؛ مما أجبرها على الانسحاب، وعَـــدَّت الصحيفةُ هذا الانسحابَ “نقطةَ التحول” التي أظهرت هشاشةَ التفوق الأمريكي.

وكان هروبُ الحاملات الأمريكية والإعلانُ الرسمي من ساكن البيت الأبيض إقرارًا بالفشل الاستراتيجي كمآلٍ توصّلت إليه الجريدة الفرنسية التي أكَّدت -في تقييمها الشامل لكل مراحل المعركة- أن القوات اليمنية واصلت مقاومتَها، مسقطةً طائراتٍ تجسسية أمريكية من طراز “ريبر”؛ مما أدى إلى تراجع حركة الملاحة في البحر الأحمر بنسبة تصل إلى 60%، مختتمةً تقريرَها بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة استهلكت معظمَ مخزونها من الصواريخ الموجهة، وأعلنت لاحقًا وقف عملياتها العسكرية تحت اسم “عملية الراكب الخشن”، في ما وصفته الصحيفة بـ “اعتراف عملي بالفشل الاستراتيجي”.

المصدر: صحيفةُ “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية