كل ما يجري من حولك

تسريعٌ أمريكيٌّ لـ “عــودة المـــســـيـــح” بالذكاء الاصطناعي وتحذيراتٌ من “المسيح الدجَّال”

360

 متابعات..|

في تحول لافت يعيد تشكيل المشهد الثقافي والتقني داخل “وادي السيليكون”، كشف تقرير للصحفي آدم ويليامز في صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تصاعد نفوذ ما تُعرف بـ«الثقافة التكنولوجية المسيحية» داخل وادي السيليكون، حَيثُ يقود عددٌ من كبار التنفيذيين الأمريكيين جهودًا لدمج العقيدة الدينية في مشاريع الذكاء الاصطناعي.

وأوضح التقرير أن باتريك غيلسينغر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل، تولّى قيادة شركة التكنولوجيا Gloo بعد مغادرته إنتل، وجعل من مهمته الجديدة “تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإيمان”، من خلال بناء ما يسميه “النظام البيئي للإيمان”، الذي يشمل روبوتات دردشة ومساعدين رقميين لدعم القادة الدينيين وأتمتة العمل الرعوي.

وأضافت الصحيفة أن غيلسينغر، وهو مسيحي متجدّد الإيمان، يرى أن مهمته في الحياة هي “تطوير تكنولوجيا تُحسّن حياة البشر وتُسرّع عودة المسيح”، مستندًا إلى صندوق تمويل بقيمة 110 ملايين دولار لدعم مشروعه في وادي السيليكون والكونغرس الأمريكي.

وأشَارَ التقرير إلى أن هذا التوجّـه يتزامن مع تنامي حضور التيار المحافظ دينيًّا في السياسة الأمريكية، ومع دعم بعض قادة التكنولوجيا البارزين لحملة إعادة انتخاب دونالد ترامب وسعيهم لعقود حكومية في ظل إدارة يُتوقع أن تُعيد إحياء النزعة الدينية في واشنطن.

وأبرزت الغارديان أن هذا التوجّـه لا يقتصر على غيلسينغر، بل يمتد إلى شخصيات مثل المستثمر الشهير بيتر ثيل، الذي حذّر من “مجيء المسيح الدجال” في حال فشل البشرية في توجيه التكنولوجيا نحو “الأطر الإيمانية الصحيحة”، في إشارة إلى البعد الديني المتنامي داخل صناعة الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

يشير التقرير إلى أن تدين شخصيات مؤثرة في الوادي، مثل غيلسينغر، أَدَّى إلى تشكيل “ثقافة تكنولوجية مسيحية واضحة المعالم وذات تأثير كبير”، لتحل محل ما كان يُزعم سابقًا من هيمنة الإلحاد.

يتجلى هذا التوجّـه الديني في تحذيرات شخصيات بارزة أُخرى، مثل بيتر ثيل، الذي يحذر من مجيء المسيح الدجال إذَا فشلت البشرية في تطوير أُطر تكنولوجية محدّدة. ويأتي هذا التحول في خضم عودة التكنولوجيا إلى الساحة السياسية الأمريكية كمصدر رئيسي للتمويل والعقود الحكومية، بالتزامن مع إحياء الإدارة المحافظة للدين في واشنطن العاصمة.

وختم التقرير بالتأكيد على أن وادي السيليكون، الذي كان يُعرف بتوجّـهاته العلمانية، يشهد اليوم تحوّلًا لافتًا نحو ثقافة تكنولوجية مشبعة بالمعتقدات الدينية؛ ما يثير نقاشًا واسعًا حول العلاقة بين الإيمان والتقنية ومستقبل الذكاء الاصطناعي في الغرب.

المصدر: صحيفة “الغارديان” البريطانية

You might also like