متابعات..| تقرير:

كشف تقرير لـ وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، نُشر في 26 أُكتوبر 2025، عن تحديات مالية غير متوقعة تواجه جهود إعادة إعمار غزة؛ بسَببِ الأزمة المالية التي تعصف بالمملكة العربية السعوديّة؛ مما يهدّد المساعي الأمريكية لحشد التمويل الخليجي.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن السعوديّة، التي تُعد ركيزة أَسَاسية لخطط التمويل، قد تجد نفسَها “غير قادرة على تقديم مساهمات كبيرة” في هذا المجال؛ نظرًا لتراجع أسعار النفط بأكثر من 10 % هذا العام؛ ما أَدَّى إلى ضغوط مالية غير مسبوقة.

رؤية 2030 وإعادة ترتيب الأولويات

تفيد المصادرُ بأن الأزمةَ الراهنة أجبرت الرياض على إعادة ترتيب أولوياتها المالية؛ مما يعني بالضرورة تقليص أَو تأجيل العديد من المشاريع الضخمة التي كانت مقرّرة ضمن “رؤية 2030” الطموحة.

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تعتمد الرياض بشكل كبير على شركائها الإقليميين، مثل قطر والإمارات والكويت، لتغطية الجزء الأكبر من تكاليف إعمار القطاع.

تمويل الإعمار: نفوذ سياسي لا التزام إنساني

أيضًا التمويل الخليجي يواجه تحديات أُخرى تتجاوز الوضع المالي السعوديّ؛ إذ تظهر دول الخليج الأُخرى، بدورها، تردُّدًا حَذِرًا؛ حَيثُ تشترط الإمارات وضوحًا سياسيًّا، فيما تسعى قطر لضمانات بتنفيذ الالتزامات ضمن أي اتّفاق سلام، وتأكيد نفوذها السياسي في غزة.

وأكّـد التقرّر أن تمويلَ إعادة الإعمار أصبح “قضية نفوذ” تتجاوز الالتزام الإنساني البسيط لتتحول إلى “مسألة تثبيت النفوذ السياسي” في المنطقة.

ويثير التقرير تساؤلاتٍ حول قدرة دول الخليج على تحمل المسؤولية المالية للإعمار، خَاصَّة وأن هذه الدول نفسها التي تظهر اليوم تردّدا في دعم غزة ماليًّا، كانت قد ضخت العام الماضي أكثر من خمسة تريليونات دولار في صفقات وصفت بأنها “تجارية”، لكنها وُجّهت في جزء كبير منها لدعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المصدر: وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية