كل ما يجري من حولك

“قبائل المهرة” تتحَرّك ضد الاحتلال السعوديّ وتلويح بإعلان الكفاح المسلح

توجُّهٌ سعودي لنشر فريق عسكري ومذهب حجوري في المحافظة الشافعية

287

 متابعات..| تقرير:

تعالى السخطُ في محافظة المهرة ضد الاحتلال السعوديّ ومخططاته، وسط تلويح الأهالي بإعلان الكفاح المسلح ضد تلك القوات.

التوتر المتصاعد أثارته تحرُّكاتٌ سعوديّة لنشر قوات ما تسمى “درع الوطن” التي شكّلتها وموَّلتها، في عدد من المديريات والمناطق في المهرة الساحلية على بحر العرب، وفق مصدر مطلع.

وأمام هذه المساعي، أعلنت لجنةُ الاعتصام السلمية في المهرة (حركة احتجاج سلمية تأسست عام 2018)، رفضها لهذه الخطوة، ملوحة بالتصدي لها.

وقال رئيس اللجنة، علي سالم الحريزي، وهو زعيم قبلي بارز، إن أبناء المهرة ماضون في نضالهم السلمي حتى إنهاء الوجود السعوديّ والإماراتي من المحافظة.

 

احتلالٌ طويل

وَأَضَـافَ خلال اجتماعات متتالية في الأيّام الماضية، أن هناك مخطّطات تستهدف أمن واستقرار المهرة وحضرموت، المحافظتين الأكبر في البلاد.

وقال الزعيم القبلي المعارض لسياسات الرياض في اليمن إن القوات السعوديّة ما تزال تتمركز في مطار الغيضة (عاصمة المهرة) رغم خروج معظم عناصرها، مؤكّـدًا أن هذا الوجود العسكري للمملكة تحوّل إلى “احتلال طويل المدى” يسعى للسيطرة على الموانئ والمنافذ.

وهاجم الحريزي المملكة، وقال إنها تسعى لتمرير أهدافها عبر مخطّط ديني وسياسي وعسكري متكامل لإحكام السيطرة وطرد ما تبقى من مؤسّسات الدولة الشرعية.

وأشَارَ إلى أن الرياض تسعى أَيْـضًا، لإحلال ميليشيات “درع الوطن” بدلا عن قوات الجيش الأُخرى ولنسف مؤسّسات الدولة الشرعية على غرار التجربة الإماراتية في جنوب البلاد، مشدّدًا على رفض اللجنة لأي تشكيلات أَو مناصب تُدار من الخارج.

 

الكفاح المسلح هو الحلّ

ولوّح الزعيم القبلي الأقوى في المهرة، “بالكفاح المسلح إذَا فشلت السلمية”، مؤكّـدًا أنهم لن يسلموا رقابهم للحجوريين”، في إشارة منه إلى تيار سلفي مدعوم سعوديًّا يقوده يحيى الحجوري، ينشط منذ سنوات في بعض مديريات المحافظة الاستراتيجية على بحر العرب.

وقال إن الحكومة السعوديّة تخطط استبدال المذهب الشافعي السائد بالمحافظة بـ”مذهب حجوري متشدّد” يمنح ولاء مطلقًا للسعوديّة، مما يسهل الهيمنة السياسية، ودعا في الوقت نفسه، أبناء المهرة للحفاظ على أمن محافظتهم وهويتهم الوطنية والمذهب الشافعي المعتدل.

وشكلت السعوديّة لواءين من قوات “درع الوطن” في المهرة، فيما تسعى المملكة حَـاليًّا، لتعزيز حضور هذا التشكيل في هذه المحافظة التي ظلت عصية أمام مخطّطات سابقة لدولة الإمارات في السنوات الماضية.

وقوات “درع الوطن” تشكلت بمرسوم رئاسي مطلع 2023 وتشرف عليها السعوديّة تدريبًا وتسليحًا وتمويلًا، وينتمي معظم المنضوين فيها إلى التيار السلفي الموالي للمملكة.

وتقع محافظة المهرة التي توصف بأنها “بوابة اليمن الشرقية” على امتداد الأرض الموازية للبحر العربي الممتدة شرقا حتى الحدود الدولية مع سلطنة عمان، وشمالا حتى صحراء الربع الخالي وغربا حتى وادي المسيلة بمحافظة حضرموت.

فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كلم على بحر العرب، إلى جانب الميناء البحري المعروف “نشطون”.

 

مخطّط سعوديّ

وقال مصدر يمني مطلع إن المملكة تخطَط حَـاليًّا، لنشر قوات درع الوطن في عدد من المناطق بالمهرة، وتمكينها من السيطرة على مواقع حيوية هناك من بينها موانئ برية وبحرية.

وَأَضَـافَ المصدر لـ”عربي21″ أن هذه القوات لا تزال تتمركز في مدينة قشن الساحلية على بحر العرب والواقعة غرب مدينة الغيضة، المركز الإداري لمحافظة المهرة.

وبحسب المصدر فإن الخطة السعوديّة تقضي بتمكين هذه القوات من إدارة مرافق ومواقع حكومية حيوية من بينها الإشراف على المعابر البرية الحدودية مع سلطنة عمان، وإحلالها بدلًا من القوات الحكومية المرابطة في تلك المعابر.

إلا أن هذه الخطة، وفقًا للمصدر اليمني المطلع “تواجه برفض واسع”، وتتصدى لها لجنة الاعتصام السلمية بكل حزم، حتى وإن تطلب الأمر، المواجهة العسكرية مع هذه القوات.

ومنذ عام 2017، تعيش محافظة المهرة، حراكا شعبيًّا رافضًا لسياسات الرياض وهيمنتها على منفذي شحن صرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي وإغلاقها.

وتشترك هذه المدينة بمنفذين بريين مع سلطنة عُمان، فيما تمتلك أطول شريط ساحلي على بحر العرب.

المصدر: عربي21

You might also like