روسيا تلوّح باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع صنعاء وسط تصاعد التنافس على أسواق الطاقة
متابعات..| تقرير:
في مؤشر على تحوُّلٍ جيوسياسي محتمَل في المِلف اليمني، لمّحت روسيا إلى توجُّـهها نحو استئناف وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع حكومةِ صنعاء، تزامنًا مع تصاعد التحَرّكات الأمريكية الهادفة إلى تقليص النفوذ الروسي في المنطقة وإعادة تشكيل خارطة الطاقة العالمية.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية عن السفير الروسي لدى اليمن، إيفغيني كودروف، قوله إنه يعملُ حَـاليًّا على “استعادة الوجود الدبلوماسي لبلاده في اليمن وتنشيط العلاقات الثنائية”، مُشيرًا إلى أن موسكو تسعى إلى “بناء علاقة أعمق وأكثر فعالية” مع اليمن خلال المرحلة المقبلة.
وتحتفظ روسيا بعلاقات رسمية مع الحكومة المشكّلة من التحالف السعوديّ الإماراتي، إلا أن تصريحات كودروف بالتركيز على “تنشيط العلاقات الثنائية” في هذا التوقيت فُسّرت على أنها إشارة مباشرة وواضحة إلى رغبة بلاده في إعادة التواصل مع صنعاء، بعد سنوات من الفتور الدبلوماسي الذي فرضه العدوان السعوديّ على اليمن.
تقارير غربية تحدثت مؤخّرًا عن نشاط روسي متزايد في اليمن، شمل إرسال شحنات دقيق إلى موانئ الساحل الغربي رغم القيود الأمريكية، في مؤشر على محاولات موسكو تعزيز حضورها الإنساني والاقتصادي في البلاد.
ويأتي هذا التحَرّك في ظل سباق محتدم بين موسكو وواشنطن على النفوذ في أسواق الطاقة العالمية، حَيثُ تسعى الولايات المتحدة – بدعم من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب – إلى توظيف دول خليجية كالسعوديّة لتعويض جزء من إمدَادات الوقود الروسية إلى الصين، الأمر الذي تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لمكانتها كأحد أبرز مصدّري الطاقة إلى آسيا.
ويرى مراقبون أن التوجّـه الروسي نحو اليمن يعكس إدراك الكرملين لأهميّة البحر الأحمر والممرات الحيوية المحيطة به في معادلة الطاقة الدولية، فضلًا عن سعيه لقطع الطريق على أي تحالف أمريكي – صيني محتمل في الخليج قد يؤثر على مصالحه الاستراتيجية في المنطقة.
وخلصوا إلى القول بأن اليمنَ يتجه نحو أن يصبحَ ساحة جديدة لـ “الحرب الباردة الجيوسياسية” بين القوى الكبرى، حَيثُ تتخذ روسيا مواقفَ أكثر جرأة لدعم أطراف قوية ترفُضُ هيمنة أمريكا وتأمين موطئ قدم لها، ردًًّا على محاولات واشنطن عزلها اقتصاديًّا في أسواق الطاقة.
المصدر: وكالة ريا نوفوستي الرسمية