كل ما يجري من حولك

بياناتٌ صادمة تقلبُ موازينَ إدارة الرئيس الأمريكي.. فقاعة ترامب

208

 متابعات..|

كشفت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية في تقرير موسّع عن فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق وعوده الاقتصادية المتعلقة بتقليص العجز التجاري، رغم الإجراءات الجمركية الصارمة التي فرضها على عدد كبير من دول العالم. وأكّـدت الصحيفة أن هذه الرسوم أضرت بالشركات الأمريكية نفسها أكثر مما ساعدت الاقتصاد الوطني، في حين بقي تأثيرها على الاقتصاد العالمي محدودًا.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أعلن في إبريل الماضي ما أسماه “يوم التحرير” من خلال فرض رسوم جمركية على قرابة نصف دول العالم، إلا أن الأرقام اللاحقة كشفت نتائج معاكسة لتوقعاته. فبحسب البيانات، بلغ العجز التجاري الأمريكي في السلع نحو 1.2 تريليون دولار العام الماضي، دون أي تراجع يُذكر، فيما واصلت الواردات ارتفاعها لتصل إلى 2.09 تريليون دولار مقابل صادرات لم تتجاوز 1.25 تريليون دولار.

كما أظهرت الأرقام أن العجز في السلع والخدمات ارتفع بنحو 154.3 مليار دولار خلال عام واحد؛ أي بنسبة 30.9 بالمئة مقارنة بعام 2024، ما يؤكّـد – بحسب التقرير – أن الرسوم الجمركية لم تحقّق أهدافها المعلنة في دعم الصناعة المحلية أَو تقليص الواردات.

وأشَارَ معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن هذه النتائج، وإن كانت مخيبة لآمال إدارة ترامب، إلا أنها لم تُفاجئ الخبراء الذين يرون أن الاختلال في التوازن بين الإنفاق والإنتاج المحلي هو العامل الرئيسي وراء العجز التجاري.

وبيّن التقرير أن بعض التحولات الجزئية ظهرت في المشهد التجاري، مثل تراجع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، مقابل ارتفاع صادرات بريطانيا والاتّحاد الأُورُوبي، الذي بلغت صادراته إلى السوق الأمريكية نحو 385 مليار دولار حتى أغسطُس 2025، قبل أن تسجل تراجعًا حادًا بنسبة 22 بالمئة في الشهر نفسه.

كما لم تحقّق الرسوم المفروضة على المكسيك وكندا والاتّحاد الأُورُوبي الأهداف المالية المرجوة؛ إذ لم تتجاوز الإيرادات الجمركية من هذه الدول نسبًا بين 2.9 و8.9 بالمئة فقط، ما يعني أن التجارة الثنائية لم تتأثر فعليًّا.

وأوضح التقرير أن بعض القطاعات الأمريكية تكبدت خسائر مباشرة، خُصُوصًا في صادرات فول الصويا إلى الصين، التي توقفت تمامًا، في حين ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 22 بالمئة. وبيّن أن الشركات الصينية مثل “شي إن” و”تيمو” تكيّفت بسرعة مع التعريفات الجديدة، بل بدأت في التعاون مع تجار أمريكيين كبار، ما جعلها تنافس عمالقة السوق مثل أمازون ووولمارت.

وأكّـد البروفيسور فيسنتي إستيف من جامعة فالنسيا أن الشركات الأمريكية هي من تحملت العبء الأكبر من الرسوم الجمركية، وليس المصدّرون الأجانب كما كان يأمل ترامب، مُشيرًا إلى أن الأسعار النهائية للمستهلكين لم تتغير كَثيرًا لأن الشركات استوعبت الزيادات في تكاليفها.

وفي ختام التقرير، خلص الباحثان كيمبرلي كلووسينغ وماوريسيو أوبستفيلد إلى أن العائدات الجمركية التي تراهن عليها إدارة ترامب لن تكفي لتمويل التخفيضات الضريبية الموعودة؛ إذ لن تغطي أكثر من خُمس الإيرادات الحالية لضريبة الدخل الفيدرالية، ما يعني أن سياسات ترامب التجارية أقرب إلى فقاعة اقتصادية لم تحقّق وعودها، وتركت إرثًا من الأعباء على الشركات والاقتصاد الأمريكي.

المصدر: صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية

You might also like