تحذيرٌ بلجيكي من تداعيات الضربات اليمنية على الاحتلال وسفن الشركات المتخادمة معه: أُورُوبا ستتأثّر إنْ عادت
متابعات..|
حذّرت المنظمة البلجيكية “كريس قروب” من أن الهجمات التي تنفّذها الجيش اليمني على السفن المرتبطة بكَيان الاحتلال الصهيوني أَو المتعاملة معها في البحر الأحمر تركت تداعيات استراتيجية تمتد من مضيق باب المندب إلى قلب أُورُوبا، مشيرة إلى أن استمرار الحرب في اليمن دون حَـلّ يُعقّد جهود استقرار الممرات البحرية الحيوية.
وأكّـدَ موقع “كريس قروب” البلجيكية، في تقرير حديثٍ لها، أن استهداف السفن في البحر الأحمر لم يكن عملًا عشوائيًّا، بل جاء كردّ مباشر على العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أُكتوبر 2023؛ بهَدفِ الضغط لوقف الحرب وإدخَال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصَر.
وأشَارَ التقرير إلى أن التصعيد المتبادل دفع الولايات المتحدة إلى شنّ حملة عسكرية على اليمن بين إبريل ومايو 2024، قبل التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار، لكنه لفت إلى أن هذه الأحداث، رغم تركيزها إعلاميًّا على البحر الأحمر، أثّرت سلبًا على المساعي السياسية لإنهاء الحرب اليمنية، وزادت من تفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلاد.
وأوضح أن الاتّحاد الأُورُوبي يقف اليوم أمام تحدٍّ وجودي؛ إذ تضرّرت دوله – ولا سيما اليونان التي سجّلت أكبر عدد من الحوادث – من انقطاعات في إمدَادات النفط والشحن البحري، ما يهدّد مصالحه الاقتصادية والأمنية. ولفت إلى أن أُورُوبا، المعتمدة بشكل كبير على مضيق باب المندب، باتت مطالبة بمضاعفة جهودها الدبلوماسية لبناء بنية أمنية مستدامة في المنطقة.
ومن أبرز ما سلّط عليه التقرير الضوء، هو تطور القدرات العسكرية اليمنية، التي انتقلت من استهداف السفن إلى تنفيذ ضربات دقيقة داخل العمق الإسرائيلي، أبرزها هجوم مسيّرة في يوليو 2024 على وسط تل أبيب، الذي أسفر عن أول قتيل إسرائيلي جرّاء هذه العمليات.
وشدّد التقرير على أن الاستقرار الدائم في البحر الأحمر لا يمكن أن يتحقّق دون حَـلّ شامل للحرب في اليمن، بما في ذلك أبعادها الإقليمية – وهو ما سبق أن اعترف به الاتّحاد الأُورُوبي في استنتاجات مجلسه في مايو 2025. ودعا إلى العودة إلى “خارطة الطريق السعوديّة–اليمنية” التي تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، ودفع رواتب الموظفين، واستئناف صادرات النفط، وتهيئة بيئة لمحادثات يمنية–يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما حثّ التقرير بروكسل على التنسيق الهادئ مع واشنطن لاستخدام رفع العقوبات كحافز للتقدم السياسي، وتشجيع بناء جسور بين المجتمعات اليمنية المتنازعة عبر دعم لجان المصالحة المحلية والمشاريع المشتركة، مثل مشروع كهرباء مأرب الذي يمدّ صنعاء بالطاقة، كنموذج عملي للتعاون رغم الانقسامات.
المصدر: موقع “كريس قروب” البلجيكية