كل ما يجري من حولك

خبير “إسرائيلي”: الحربُ على غزة كبّدتنا أثمانًا باهظة وأفقدتنا تعاطُفَ العالم

204

متابعات..| تقرير:

ضمن الاعترافات الصريحة والمتكررة من قبل قادة الاحتلال وخبرائه، أقرّ خبيرٌ “إسرائيلي” بارز بأن حربَ الإبادة في غزة كلّفت الكَيانَ خسائر ميدانية، وأفقدته أَيْـضًا موقعهُ في الوعي العالمي، بعدما تراجع التعاطف الدولي مع الاحتلال إلى أدنى مستوياته في التاريخ الحديث.

وفي مقال نشره موقع “ويللا” العبري، قال شاي غال، الخبير في السياسة الدولية وإدارة الأزمات والاتصال الاستراتيجي، إن كَيان الاحتلال وجدَ نفسَه يخوض حربين متوازيتين: واحدة على الأرض، وأُخرى في فضاء الرأي العام العالمي، مُشيرًا إلى أن الأخيرة كانت أكثر كلفة من الأولى.

غال – ليثبت ما بات واقعًا على الأرض- أشهر دليلَه بأن استطلاعًا أجرته مؤسّسة غالوب في الولايات المتحدة في يوليو 2025 أظهر أن 32 % فقط من الأمريكيين يؤيدون العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو أدنى مستوى دعم منذ اندلاع الحرب، بينما كشفت دراسة لمؤسّسة يوجوف في أُورُوبا عن تراجع حاد في التعاطف مع كَيان الاحتلال؛ إذ عبّر أقل من 20 % من المشاركين في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا عن رأي إيجابي تجاهه بسبب جرائمه في غزة.

وأوضح غال أن “الحروب، مثل الحملات الانتخابية، تُقاس بالعاطفة لا بالنتائج”، مُضيفًا أن (إسرائيل) خسرت معركتها في “ساحة الوعي”، حَيثُ “أصبحت الخوارزميات ووسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا أكثر فاعلية من الصواريخ”.

الدعاية التبريرية ضعف:

الخبير الإسرائيلي انتقد ما سمّاه مفهوم “الهسبارا” (الدعاية التبريرية)، واصفًا إياه بأنه “خطاب اعتذار يُظهر (إسرائيل) كَيان يُبرّر أفعالهُ بدلًا عن أن يدافع عن احتلاله”، داعيًا إلى “وقف هذه اللعبة والحديث بلغة واثقة بعيدًا عن التبرير”.

وأشَارَ غال إلى أن الاحتلال تحدّث بلغةٍ متردّدة ومليئة بالاعتذارات خلال حرب غزة، بينما استخدم “لغة حازمة وواضحة” في مواجهة إيران، وهو ما جعله أكثر تأثيرا في تشكيل الخطاب العالمي، حسب تعبيره.

واختتم بقوله إن الرأي العام “لا يحسم الحروب، لكنه يحدّد صورتها”، معتبرًا أن (إسرائيل) “أنهت القتال في غزة ليس لأن الإعلام أراد ذلك، بل لأن الواقع السياسي فرضه”.

وتُبرز هذه القراءة الإسرائيلية، بحسب المراقبين، إدراكَ الاحتلال لحجم الثمن المعنوي والسياسي الذي دفعه جراء عدوانه على غزة، في وقتٍ تتعاظم فيه موجة معاداته في الغرب وتتصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبته على جرائمه في القطاع.

المصدر: موقع “ويللا” العبري

You might also like