كل ما يجري من حولك

قائدٌ كبير بجيش الاحتلال: “طوفان الأقصى” خارج “التفكير المعقول” للاحتلال والصدمة مستمرة

190

متابعات..| 

بعد مرور عامَين على هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أُكتوبر 2023م، لا يزالُ كيان الاحتلال يعاني من صدمة “المفاجأة الاستراتيجية” التي حقّقتها حركة حماس، والتي وصفها ضابط إسرائيلي رفيع المستوى بأنها “ضربةٌ أعادت تعريف موازين القوة، ولو لساعاتٍ قليلة”.

في مقالٍ نُشر مؤخّرًا في صحيفة “معاريف” الصهيونية، كشف العقيد دان شيون، القائد السابق للفيلق الجوي في جيش الاحتلال، أن الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أُكتوبر شكّل “مفاجأة استراتيجية كاملة”، مُشيرًا إلى تشابهه اللافت مع حرب أُكتوبر 1973، التي وقعت قبله بخمسين عامًا بالضبط.

وقال شيون: “لقد نجحت حماس في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وشلّت قدرة الجيش على الرد لساعاتٍ حرجة، رغم أن أهدافها -كاحتلال شمال النقب بـ6000 مقاتل وربط الهجوم بالضفة الغربية- بدت في نظر القيادة الإسرائيلية ‘غير واقعية’ و’مستحيلة التنفيذ'”.

وأوضح أن جوهر نجاح حماس يكمن في قدرتها على الخداع الاستراتيجي، الذي تم إعداده مسبقًا، واعتمد على استغلال “الثقة الزائدة” لدى القيادة الإسرائيلية، التي افترضت أن الحركة “مردوعة” وتركّز فقط على “رفاهية سكان غزة”، رغم توفر معلومات استخبارية متناقضة منذ أكثر من عام.

وأشَارَ الضابط الإسرائيلي إلى أن الخداع لم يعتمد على إخفاء الحقائق، بل على تقديمها بطريقة تُعزّز لدى العدوّ شعور “السيطرة والفهم”، وهو ما جعله يتجاهل التحذيرات الحقيقية، ضاربًا مثالًا على ذلك بخداع ألمانيا النازي لستالين قبل عملية “برباروسا”، وكذلك خداع مصر وسوريا للاستخبارات الإسرائيلية قبل حرب 1973.

وأكّـد شيون أن الجيش الإسرائيلي؛ باعتبَاره “الطرف القوي”، يميل إلى التفكير بطريقة خطية، تعتمد على موازين القوة التقليدية، في حين أن “الطرف الضعيف” -كحماس- يفكّر بشكل غير خطي، ويستثمر المفاجأة كوسيلة لإلغاء التفوق العسكري المطلق، وتحقيق إنجازات طموحة دون مقاومة فورية.

ولفت إلى أن الفشل الأكبر تمثّل في انعدام خطة دفاعية ضد سيناريوهات كهذه، رغم أن تفاصيلها كانت معروفة؛ مما سمح لحماس بتحقيق أهدافها الاستراتيجية في الساعات الأولى من الهجوم.

وختم الضابط مقاله بالقول: “حماس أدركت التفوق الهائل للجيش، لكنها افترضت أن رده سيكون محدودًا، كما في جولات سابقة، ولم تتوقع أن يشنّ حرب إبادة شاملة تُدمّـر غزة وتقضي على عشرات الآلاف”.

ويكشف هذا التحليل، الصادر من داخل المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، أن الاحتلال ما زال يعاني من عجزٍ فكري واستراتيجي في فهم طبيعة الصراع؛ إذ إن “المفاجأة” التي نجحت بها حماس لم تكن عسكرية فحسب، بل فلسفية؛ لأنها خرجت تمامًا عن “نموذج التفكير المعقول” الذي يحكم سلوك الجيش والقيادة السياسية.

وبعد عامين من بدء حرب الإبادة، يبدو أن الدرسَ الأصعب للاحتلال ليس في قوة الصواريخ أَو الأنفاق، بل في أن الضعيف -إذَا فكّر خارج الصندوق- قد يُربِك أقوى جيوش الأرض.

المصدر: صحيفة “معاريف” الصهيونية

You might also like