كل ما يجري من حولك

ذي نيويوركر: “ريفييرا الشرق” ثرثرة عقارية لترامب تشبهُ خطاب نتنياهو الدعائي بـ “شرق أوسط جديد”

170

متابعات..| 

اعتبرت مجلة ذي نيويوركر الأمريكية، في مقال للصحفي ديفيد ريمنيك، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كيان الاحتلال ومصر لم تكن رحلة للسلام التحويلي، بل تحَرّك سياسي قائم على المصالح والصفقات، وأن إعلان “شرق أوسط جديد” يبقى بعيد المنال.

وأشَارَ ريمنيك إلى أن خطط ترامب لتحويل غزة إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط” وضم الضفة الغربية هي مُجَـرّد خيالات تعكس رؤية اليمين الإسرائيلي، وأدت إلى زيادة غضب المجتمع الدولي. وَأَضَـافَ أن الغارات الإسرائيلية في 9 سبتمبر، والتي استهدفت قادة حماس، أخفقت في تحقيق أهدافها لكنها كشفت عن تأثر ترامب بالعمليات العسكرية؛ ما يعكس التداخل بين الاستعراض العسكري والمفاوضات الدبلوماسية.

ولفت ريمنيك إلى أن اللحظة المحورية جاءت في 9 سبتمبر، حين أمر نتنياهو بشن غارة جوية على مبنى سكني في الدوحة، مستهدفًا قادة من حماس كانوا وقتها منخرطين في مفاوضات لوقف إطلاق النار، موضحًا أنه رغم فشل الغارة في تحقيق هدفها، فإنها أثارت اضطرابا واضحًا في موقف ترامب، بحسب الكاتب.

وأوضح أن خطاب ترامب الحالي عن “فجر جديد” يفتقر إلى الجدّية التي كانت تُنسب -ولو ساخرةً- لشخصيات مثل شمعون بيريز في حقبة أوسلو؛ فبينما سُخر من بيريز لسذاجته، فإن خطابَ ترامب “ينبع من ثقافة العقارات”، مستشهدًا بواقعة شهيرة حين أصر ترامب على أن “بُرج ترامب” يتألف من 68 طابقًا، بينما العدد الحقيقي هو 58.

وانتقد ريمنيك بشدة النهج الذي يُقدّم فيه ترامب “خبراءَ الصفقات” على الدبلوماسيين المحترفين، مؤكّـدًا أن “الشرق الأوسط ليس مثل كازينو مهجور”، وأن الإدارة الأمريكية لا يمكنها أن تعلن نهاية “ثلاثة آلاف عام من الصراع”، ثم تتجه فورًا إلى مشاريع داخلية تهدّد سيادة القانون؛ لأن “التاريخ لا يستسلم للحيل القصيرة”.

كما سلّط الضوء على تناقضات نتنياهو، الذي يروّج لصورته كـ”تشرشل الشرق الأوسط” بعد حروبه ضد حماس وحزب الله وإيران، لكنه يتجاهل كارثة 7 أُكتوبر 2023، التي كشفت هشاشة أمنه وانهيار روايته الدفاعية، لافتًا إلى أن هذه الرؤية الأمنية المبنية على الأمنيات -أو ما وصفها بـ”برنامج إعادة انتخاب”- تتجاهل التكلفة الباهظة التي تدفعها (إسرائيل) على صعيد الرأي العام العالمي، فضلًا عن التصدعات الأخلاقية والسياسية الداخلية.

وأكّـد الكاتب أن الغضب الفلسطيني، لا سِـيَّـما بين الشباب الذين فقدوا أحباءهم لكنهم لم يفقدوا إصرارهم على الكرامة والحرية، يظل عاملًا محوريًّا لا يمكن تجاهله في أي تصور مستقبلي.

وأكّـد الكاتب أن التقدم الحقيقي في الشرق الأوسط يحتاج إلى صبر طويل وتعافي مُستمرّ من الجراح، بعيدًا عن الوعود القصيرة الأمد، مُشيرًا إلى التساؤلات الملحة حول مستقبل حماس وإعادة إعمار غزة، والوجود الإسرائيلي في القطاع، ومسار تقرير المصير الفلسطيني، التي لا تزال غامضة في ظل استمرار الاتّفاقات الهشة لوقف إطلاق النار.

المصدر: مجلة ذي نيويوركر الأمريكية

You might also like