كل ما يجري من حولك

أمريكا تشتعل: تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة تحت شعار “لا ملوك” تجتاحُ عشرات الولايات رفضًا لسياسات ترامب

244

متابعات..| 

عاشت عشرات الولايات الأمريكية، اليوم السبت، خروج تظاهرات حاشدة في موجة احتجاجات غير مسبوقة ضمن حراك شعبي واسع يحمل شعار “لا ملوك – No Kings”، في ثاني تحَرّك من نوعه ضد سياسات الرئيس دونالد ترامب، التي يصفها المحتجون بـ”الاستبدادية” و”المتجاوزة للمؤسّسات الدستورية”.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية، ضمنَها صحيفة واشنطن بوست أنّ عددَ المشاركين بلغ مئات الآلاف في أكثر من 2600 موقع وتظاهرة موزعة على الولايات الخمسين، وسط أجواء مشحونة بالتوتر السياسي والاقتصادي الناتج عن الإغلاق الحكومي، وإجراءات قمع الهجرة، والانتشار العسكري داخل المدن. وقدّرت منظمات حقوقية عدد المشاركين بما يتجاوز خمسة ملايين متظاهر، في مشهدٍ وُصف بأنه الأوسع في التاريخ الأمريكي الحديث.

واتهم المحتجون إدارة ترامب بتغذية الصراعات الدولية، وفرضِ سياسات اقتصادية تخدُمُ الأقلية الثرية على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة.

ويُعدّ حراك “لا ملوك” ائتلافًا يضم أكثر من 200 منظمة محلية ووطنية، يهدف إلى مواجهة ما يصفه بـ”الحكم الأوتوقراطي” للرئيس ترامب، مع التركيز على الدفاع عن الدستور الأمريكي وصون الحريات المدنية. وتشير أدبيات الحراك إلى جملة من الممارسات التي يعترض عليها المشاركون، أبرزها: الاعتقالات دون أوامر قضائية، التلويح بتجاوز الانتخابات، إضعاف نظام الرعاية الصحية والتعليم، تجاهل القضايا البيئية، والانحياز لأصحاب رؤوس الأموال عبر تخفيضات ضريبية هائلة.

ويعود الظهور الأول للحراك إلى 14 يونيو الماضي، تزامنًا مع تنظيم ترامب عرضًا عسكريًّا في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي وعيد ميلاده الـ79، وهو ما اعتبره المعارضون “مؤشرًا على نزعة سلطوية دخيلة على الثقافة السياسية الأمريكية”، وردّدوا حينها شعارهم الشهير: “لا عروش، لا تيجان، لا ملوك”.

وفي تطور لافت، انضم الاتّحاد الأمريكي لموظفي الحكومة إلى احتجاجات اليوم، معلنًا دعمه للمطالب الشعبيّة. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى التغيير وتؤكّـد على سلمية التحَرّك، فيما رُصدت أعلام فلسطينية وكوفيات رمزية في عدد من المسيرات، في إشارة إلى رفضهم لسياسات ترامب الخارجية وتعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

من جانبه، رفض الرئيس ترامب الاتّهامات الموجهة إليه، وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز المملوكة له: “أنا لست ملكًا، هم يتهمونني بذلك”. في المقابل، اتهم نواب جمهوريون منظّمي الحراك بتلقّي دعم من منظمة “أنتيفا” اليسارية المتشدّدة.

سياسيًّا، رحّب عدد من النواب بالحراك، حَيثُ قال النائب غلين آيفي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ “الحراك سيلعب دورًا حاسمًا في مستقبل أمريكا”، معتبرًا أنه “ردّ مباشر على إساءة استخدام السلطة من قبل ترامب وحلفائه”.

وتشير تقارير إعلامية إلى أنّ قياداتٍ أمريكية بارزة تعتزم استثمار الزخم الشعبي الراهن لدعم موجة الاحتجاجات، مؤكّـدة أنّها ستعمل على تغيير مسار السياسات الحالية في حال فوزها بانتخابات منتصف الولاية المقبلة.

وتأتي هذه التظاهرات عقبَ سلسلة قرارات مثيرة للجدل اتخذها ترامب مؤخّرًا، أبرزها المتعلقة بالهجرة والتجارة والعلاقات الدولية، والتي أثارت موجة انتقادات داخلية وخارجية واسعة.

صحيفة واشنطن بوست

You might also like