كل ما يجري من حولك

خبراء إسرائيليون لـ”واي نت”: رغم خسائر الحرب في غزة.. حماس خرجت منتصِرة سياسيًّا

263

متابعات..| 

أجمع محللون إسرائيليون على أن نتائج الحرب الأخيرة في غزة، رغم ما حقّقته من مكاسب ميدانية لجيش الاحتلال، تمثّل هزيمة سياسية واضحة لتل أبيب، في مقابل ما وصفوه بـ”الانتصار السياسي الاستراتيجي” لحركة حماس، التي نجحت -بحسبهم- في تثبيت حضورها على الساحتين الإقليمية والدولية.

وقال آفي يسسخاروف، محرّر الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الحرب التي استمرت أكثر من عامين “منحت (إسرائيل) بعض الإنجازات العسكرية المؤقتة”، مثل قبول حماس ببقاء قوات الاحتلال داخل القطاع لفترة انتقالية، لكنه أكّـد أن هذه المكاسب لم تُترجم إلى إنجاز سياسي، بل تحوّلت -بحسب تعبيره- إلى “فشل سياسي فادح”.

وأوضح يسسخاروف، أن حماس تنظر إلى ما حدث؛ باعتبَاره “نصرًا حقيقيًا”؛ إذ نجحت في تحقيق أهدافها السياسية تدريجيًّا، بينما حوّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استمرار الحرب إلى مشروع حزبي يخدم بقاءه في السلطة أكثر مما يخدم المصالح الاستراتيجية لكيان الاحتلال.

وأشَارَ الكاتب إلى أن الدمار الهائل الذي خلّفه الاحتلال في غزة -والذي تراه (إسرائيل) إنجازًا عسكريًا- تعتبره حماس “تضحيات ضرورية في معركتها”، مؤكّـدًا أن هذه المآسي لم تؤدِّ إلا إلى تصاعد الغضب الدولي ضد (إسرائيل)، وازدياد مشاعر الكراهية تجاهها في العالمين العربي والغربي.

وعدّد يسسخاروف مؤشرات ما وصفه بـ”الانتصار السياسي لحماس”، موضحًا أن الشوارع الأُورُوبية باتت تعكس تراجع صورة (إسرائيل)، من خلال اللافتات المؤيدة لفلسطين، والمظاهرات والإضرابات ضد الحرب، وُصُـولًا إلى الهجمات التي استهدفت أهدافا يهودية في بعض الدول، في حين فشلت الحكومة الإسرائيلية في حشد التعاطف الدولي كما كانت تفعل سابقًا.

وَأَضَـافَ أن تراجع التأييد لـ (إسرائيل) وصل حتى داخل الولايات المتحدة، حَيثُ بدأ الحزب الجمهوري -المعروف تقليديًّا بدعمه القوي لتل أبيب- يتخذ مواقف أقل انحيازا، وهو ما وصفه بـ”الإخفاق الدبلوماسي الأخطر”.

كما لفت إلى أن الإنجازات السياسية لحماس تتجلى في سلسلة الاعترافات الغربية المتزايدة بدولة فلسطين، معتبرًا ذلك “نتيجة مباشرة لغياب رؤية سياسية إسرائيلية واضحة”، مُشيرًا إلى أن تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار القطاع، وإطلاق الأسرى الفلسطينيين، سيمنح الحركة زخمًا إضافيًّا.

وختم يسسخاروف تقريره بالقول إن المفاوضات الجارية حَـاليًّا تعكس “الواقع السياسي الجديد” الذي باتت حماس طرفًا أَسَاسيًّا فيه؛ إذ تجري معها قوى دولية كبرى -منها الولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر- اتصالات مباشرة، في تحول يكرّس موقعها الإقليمي كلاعب لا يمكن تجاوزه.

ويعبّر هذا التقدير عن نغمة سائدة في الإعلام الإسرائيلي منذ إعلان وقف الحرب على غزة، مفادها أن الإنجاز العسكري لم يتحول إلى مكسب سياسي، وأن استمرار غياب الرؤية في تل أبيب سيفسح المجال أمام حماس لتعزيز حضورها داخليًّا ودوليًّا.

صحيفة يديعوت أحرونوت

You might also like