التايمز: خطّة غزة كانت جاهزة منذ عام ونتنياهو عطّلها بانتظار تغيير الإدارة الأمريكية
متابعات..|
كشفت صحيفة التايمز البريطانية، في تقرير أعدّته مراسلتها في عمّان كاثرين فيلب، أنّ الاتّفاق الذي أنهى الحرب على غزة كان بالإمْكَان التوصّل إليه قبل أكثر من عام، لولا رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتجاهل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن للاقتراحات المطروحة آنذاك.
ونقلت الصحيفة عن المفاوض الإسرائيلي غيرشون باسكين -الذي يوصف بأنه مهندس صفقة تبادل الأسرى التي أطلق بموجبها الجندي جلعاد شاليط عام 2011- قوله إنّ شروط الاتّفاق الحالي كانت مطروحة منذ أيلول/سبتمبر 2024، وقد وافقت عليها حركة حماس رسميًّا في ذلك الحين، غير أنّ نتنياهو رفضها بشكل قاطع، بينما تجاهلتها واشنطن.
وأوضح باسكين، في مقال نشره الخميس، أنّه تلقّى ما سماه بـ«صفقة الأسابيع الثلاثة» مكتوبة وموثقة صوتيًّا بالعربية والإنجليزية، وتنص على وقف الحرب، والإفراج المتبادل عن الأسرى، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة تمهيدًا لإعادة الإعمار، مضيفًا: «كان يمكن إبرام الصفقة منذ زمن طويل، لكن المفاوضين الإسرائيليين أبلغوني بأن رئيس الوزراء لم يوافق بعد على إنهاء الحرب»، مُشيرًا إلى أنه عرض خطته على الرئيس بايدن شخصيًّا دون أن يتلقى أي رد من كبير مفاوضيه بريت ماكغورك، الذي تمسّك بصفقة أُخرى وصفها بـ«السيئة».
وبيّن باسكين أنّ أعضاء فريق التفاوض الأمريكي شعروا بالإحباط لعدم قدرتهم على إقناع الإدارة بالنظر في الخطة بجدية، فيما أكّـد الوسيط القطري أنّ أي تحَرّك مستحيل دون تبنٍّ أمريكي واضح.
ووفق ما نقلته التايمز، علم باسكين لاحقًا أنّ حكومة الاحتلال لم تكن تنوي إبرام أي اتّفاق قبل تغيّر الإدارة في واشنطن. وفي 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، أبلغه رئيس جهاز «الشاباك» آنذاك، رونين بار، بضرورة التوقف عن استخدام القنوات الخلفية، لأن اتّفاق وقف إطلاق النار «سيجري التوصل إليه خلال ثلاثة أسابيع».
ويروي باسكين أنه عندها أدرك أنّ السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هو صدور قرار مباشر من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فبادر إلى إنشاء قناة اتصال غير رسمية مع مبعوث ترامب، رجل الأعمال الأمريكي ستيف ويتكوف. وبعد لقائه به في مؤتمر حول العملات الرقمية بأبوظبي، بدأت مفاوضات مكثّـفة انتهت بوقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، قبل يوم واحد فقط من عودة ترامب رسميًّا إلى البيت الأبيض.
وبحسب التقرير، فإنّ خطة باسكين أصبحت لاحقًا أَسَاسًا لخطة ترامب الجديدة المؤلفة من عشرين بندًا. وتشير الصحيفة إلى أن ترامب اتصل شخصيًّا بنتنياهو قائلًا: «نحن على وشك التوصل إلى اتّفاق»، إلا أنّ نتنياهو حاول المماطلة، ما دفع ترامب إلى توبيخه قائلًا: «لماذا أنت متشائم إلى هذا الحد؟».