كل ما يجري من حولك

هآرتس العبرية: العالَم لن ينسى إبادةَ غزة والكارثة ستُروى جيلًا بعد جيل

133

متابعات..| 

قال الكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي، في مقال رأي نشرته صحيفة هآرتس العبرية، إن ما شهدته غزة من دمار خلال الحرب الأخيرة يرقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية”، محذّرًا من أن ذاكرة هذه الكارثة ستظل حية في وجدان العالم، وستتناقلها الأجيال.

واعتبر ليفي أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب لم تكن اتّفاق سلام بقدر ما كانت اتّفاقًا فرضته واشنطن على كيان الاحتلال، مؤكّـداً أن هذا الفرضَ يعكس قدرة الولايات المتحدة على التأثير في كيان الاحتلال عندما تريد ذلك.

وَأَضَـافَ أن هذه المبادرة، رغم كونها مفروضة، تحمل بارقة أمل لوقف الحرب وإنقاذ الأرواح، مُشيراً إلى أنها أعادت العلاقات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي إلى طبيعتها، حَيثُ تبقى (إسرائيل) “دولة عميلة” تخضع لإملاءات “القوة العظمى”، على حَــدّ وصفه.

وبحسب المقال، فإن الاتّفاق يشمل الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًّا و250 اسيرًا فلسطينيًّا محكومين بالسجن المؤبد، إلى جانب 1800 من سكان غزة المحتجزين في السجون الإسرائيلية، غالبيتهم دون محاكمات.

وكتب ليفي أن الحرب لم تخلّف فقط دمارًا ماديًّا هائلًا في غزة يشبه ما تعرضت له مدينة هيروشيما اليابانية بعد قصفها بالقنبلة الذرية، بل ألحقت أَيْـضاً ضررًا أخلاقيًّا واستراتيجيًّا بـ (إسرائيل)، يصعب إصلاحه.

وأكّـد أن غزة، رغم هذا الدمار، صمدت وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي، منتقدًا تعنت الحكومة الإسرائيلية وإصرارها على الحل العسكري، في حين كان بإمْكَانها تفادي الحرب أَو إنهاؤها من خلال التفاوض المباشر مع حركة حماس.

وأشَارَ ليفي إلى أن الانسحاب الكامل من القطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كان يمكن أن يشكّل بداية جديدة، إلا أن (إسرائيل) اختارت كعادتها ألا تفعل إلا ما يُفرض عليها.

وحذّر الكاتب اليساري من تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية إذَا استمرت (إسرائيل) في نهجها الحالي، داعياً إلى السماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى القطاع لكشف حجم المأساة، قائلًا: “ربما لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، لكن الدم المسفوح قصة أُخرى”.

واختتم مقاله بالتأكيد على أن الاعتماد على القوة وحدها لن يجلب الأمن، بل يقود إلى الخراب، في حين يبقى سكان غزة “الذين دفعوا ثمنًا لا يُوصَف”، في قلب المأساة التي قد ينساهم العالم مجدّدًا، رغم أنهم الآن في بؤرة الاهتمام الدولي.

صحيفة هآرتس العبرية

You might also like