كل ما يجري من حولك

“أوبزيرفر” البريطانية: تدخل توني بلير في غزة يُعيد للأذهان “لورنس العرب”

193

متابعات..| 

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية تقريرًا سياسيًّا موسّعًا، أعدته المحرّرة راشيل سيلفستر، بعنوان “توني العرب”، في إشارة رمزية إلى توماس إدوارد لورنس (لورنس العرب) الذي لعب دورًا محوريًّا في تشكيل خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى.

وأشَارَ التقرير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قد يضطلع بدور بارز في الخطة الأمريكية الجديدة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التخلي عن فكرة تهجير السكان وتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، واستبدالها بخطة تُعيد الإعمار بيد الغزيين أنفسهم.

وبحسب التقرير، فإن اجتماعا عُقد في البيت الأبيض في 27 أغسطُس الماضي، جمع ترامب مع مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبلير، وصهره جاريد كوشنر، شكّل منعطفًا في موقف الإدارة الأمريكية، خَاصَّة بعد أن أبدت حماس استعدادا جزئيًّا للتعامل مع الخطة الأمريكية المكونة من 20 نقطة، ما دفع ترامب إلى المطالبة فورًا بوقف القصف الإسرائيلي على غزة.

وأوضح التقرير أن ترامب، الذي يُقال إنه يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام، يرى في الخطة فرصة لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، فيما يصف مقرّبون سياسته الخارجية بأنها تقوم على مبدأ: “لماذا لا نصنع السلام جميعًا لنجني جميعًا المال؟”.

ومن المقرّر أن يترأس ترامب مجلس سلام جديدًا، يكون بلير أول أعضائه المُعلَن عنهم، ليتولى دورًا فعّالًا على الأرض، لا رمزيًّا، في تأمين التمويل الدولي لإعادة إعمار غزة، وضمان الشفافية في إنفاقه. ويعمل في معهد بلير نحو 100 موظف عبر الشرق الأوسط، ويُتوقّع أن يُدار القطاع مستقبلًا بواسطة فلسطينيين تكنوقراطيين غير مسيّسين.

ويتمتع بلير بعلاقات واسعة مع قادة المنطقة، من بينهم ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، والملك الأردني عبدالله الثاني، إضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توطّدت علاقته مع بلير بعد تعيين كوشنر مبعوثًا أمريكيًّا للمنطقة عام 2017.

غير أن التقرير أشار إلى الجدل المحيط بتعيين بلير، لا سِـيَّـما؛ بسَببِ دوره في غزو العراق عام 2003، ما يجعله شخصية مرفوضة لدى شرائح واسعة في الشارع العربي، رغم اعتراف البعض بخبرته الدبلوماسية وتأثيره في الحفاظ على فكرة حَـلّ الدولتين.

وأورد التقرير آراء متباينة من دبلوماسيين غربيين؛ فبينما يرى السير بيتر ريكيتس أن بلير “يمتلك المهارات والعلاقات والطاقة ليكون لاعبًا محوريًّا”، ينتقد آخرون مثل دانيال ليفي الخطة؛ باعتبَارها “ميثاقًا لشركة هندية شرقية جديدة”، ويؤكّـدون أن نجاح أي مبادرة يتطلب تمثيلًا فلسطينيًّا حقيقيًّا وعدلًا أكبر في صنع القرار.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن فريق ترامب الحالي – المكوّن من بلير وكوشنر وويتكوف – هو “العرض الوحيد المتاح في المدينة”، مُضيفًا أن بلير، الذي تولّى فور مغادرته 10 داونينغ ستريت عام 2007 منصب مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، لا يزال يؤمن إيمانًا راسخًا بإمْكَانية حَـلّ الصراع، انطلاقا من دوافع دينية وسياسية شخصية، ورؤية ترى في معالجة القضية الفلسطينية مفتاحًا لمكافحة التطرف.

صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية

You might also like