معاريف تعترف: حماس ستبقى وسيعود مقاومو القسّام إلى مجدهم السابق.. فشلنا في تحقيق أهداف الحرب
متابعات..|
على وَقْــعِ اعترافات صريحة من داخل كَيانِ الاحتلال، أكّـدت صحيفة معاريف العبرية، في مقال تحليلي لكاتبها بن كاسبيت، أن الحكومة الإسرائيلية أخفقت في تحقيق أهدافها المعلنة خلال عدوانها الطويل على غزة، وعلى رأسها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقال كاسبيت: إن ما سمّته حكومةُ الاحتلال بـ”النصر الشامل” لم يكن سوى خُدعة سياسية كارثية، استُخدمت لتضليل الرأي العام، بينما الحقيقة على الأرض تؤكّـد أن “حماس ستبقى حماس وسيعود مقاومو القسام إلى مجدِهم السابق، وأن المشروعَ الإسرائيلي للقضاء عليها انهار بالكامل”.
وأشَارَ إلى أن الخطة الأمريكية المطروحة، والتي يجري العمل عليها بهدوء، ستفضي في نهاية المطاف إلى انسحاب جيش الاحتلال من معظم مناطق القطاع، مع بقاء محدود في بعض الأطراف؛ ما يعني نهاية الحرب دون تحقيق أي من أهدافها.
وأوضح أن “وعود نتنياهو، التي رُوّج لها طوال شهور العدوان، مثل “القضاء الكامل على الإرهابيين”، و”عدم بقاء حماس بعد الحرب”، باتت واهيةً وفارغة”، مُشيرًا إلى أن حركة حماس نجحت في الصمود وتثبيت حضورها، ما يُعد انتصارا استراتيجيًّا للمقاومة الفلسطينية التي واجهت أعتى آلة عسكرية بدعم شعبي وشجاعة تنظيمية لافتة.
وتتضمن الخطة الأمريكية “إشارتين على الأقل إلى “مسار موثوق” لإقامة دولة فلسطينية، ولا تتضمن نفيًا أَو هجرة طوعية أَو ريفييرا، بل توسيع الدور الدولي في غزة” –بحسب كاسبيت –؛ ما يُعد تراجعًا فعليًّا عن مواقف الاحتلال المتشدّدة، وتأكيدًا على تمكُّن حركات المقاومة من فرض وقائع ميدانية وسياسية رغم آلة الحرب الإسرائيلية.
ويرى مراقبون أن هذا الطرح المنطقي يعكس اعترافًا ضمنيًّا مقدرة المقاومة على استنزاف جيش الاحتلال سياسيًّا وعسكريًّا، وإجبار كيان العدوّ على التراجع عن أهدافهِ المعلَنة، رغم ما يمتلكه من ترسانة ودعم غربي.
ويثير المقال أسئلةً حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في سياساتها العسكرية والسياسية الحالية، ومدى تأثير أية ترتيبات دولية مستقبلية على الوضع الأمني والسياسي في غزة. كما يتوقع الكاتِب أن يواجِهَ أيُّ زعيم “إسرائيلي” يوقّع على خطوات من هذا النوع معارَضةً قويةً من دوائرَ مؤيدة لنهج أكثر تشدُّدا.
ويأتي هذا الاعتراف في سياق سلسلة من التقارير الصادرة عن وسائل إعلام إسرائيلية، تُقِرّ بتآكل الردع، وتنامي الشكوك داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن جدوى استمرار الحرب، في ظل ثبات المقاومة، وغياب أي إنجاز سياسي أَو عسكري ملموس.