وكالة أمريكية: الهجوم اليمني على سفينة “مينيرفاغراخت” الأخطر منذ سنوات
متابعات..|
وصفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية الهجومَ اليمني الذي استهدف السفينة الهولندية مينيرفاغراخت “MINERVAGRACHT” في خليج عدن بأنه واحدٌ من أخطر الحوادث البحرية التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لتقرير الوكالة، فإنَّ السفينة -تعود ملكيتُها لشركة شحن دولية، تتعامل مع كَيان الاحتلال الصهيوني، الذي يرتكب جرائمَ إبادة وتهجير في غزة- تعرَّضت لأضرار بالغة نتيجة الهجوم أثناء مرورها في خليج عدن، مما تسبب في اشتعال النيران فيها وإصابة اثنين من طاقمها، بالإضافة إلى جنوحها.
وأعلنت العملية الأُورُوبية “أسبيدس” إجلاء الطاقم المؤلف من 19 فردًا، وهم من جنسيات روسية وأوكرانية وفلبينية وسريلانكية، إلى جيبوتي بعد إنقاذهم بواسطة مروحية.
وأشَارَ التقرير إلى أن الخسائر المحتملة جراء هذا الحادث قد تكون جسيمةً على مستوى الشركة المالكة، في وقتٍ يُتوقع فيه أن تؤثر الواقعة على مواقف شركات النقل البحري تجاه قرارات حظر الملاحة التي أعلنتها اليمن في وقت سابق، لا سِـيَّـما فيما يتعلق بالسفن المرتبطة بـ(إسرائيل) أَو الداعمة لها.
وأعلن قواتُ صنعاء، منتصف ليل أمس، مسؤوليتَها عن الهجوم، مؤكّـدةً استمرارَ فرضِ حظرِ الملاحةِ البحريةِ على العدوّ الإسرائيليِّ في البحرينِ الأحمر والعربيِّ وبابِ المندبِ وخليجِ عدنَ، مجددةً تحذيرَها لكافةِ الشركاتِ والسفنِ من مغبةِ انتهاك الحظرِ المعلنِ عنه سابقًا بأنها ستستهدف أية سفينة لا تكشف عن هُويتها، أَو ترتبط بدول مشاركة في دعم الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سياسة ردع مفتوحة نصرة لغزة، ووفاءً لوعد القيادة اليمنية بأن البحر لن يكون آمنًا للمعتدين.
كما ألمحت الوكالةُ الأمريكية إلى أن هذا الهجوم يسلّط الضوء على تطور قدرات القوات المسلحة اليمنية، في إشارة إلى احتمال اتساع نطاق عملياتها البحرية في الفترة المقبلة، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا لدى كيان الاحتلال الصهيوني وحُماته وداعميه بشأن سلامة ملاحتهم في واحد من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم.
وفي وقت يستمر فيه الاحتلال بارتكاب المجازر بحق المدنيين، تؤكّـد صنعاء عبر عملياتها البرية والبحرية أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن من يشارك في حصار غزة وتهجير شعبها، لن ينعم بأمن في مياهه أَو موانئه.
ويرى خبراء أن هذه العمليات تحمل رسائل تتجاوز البُعد العسكري؛ فهي تعيد ترتيب قواعد الاشتباك في المنطقة، وتجعل من الممرات الدولية أدوات ضغط بيد الشعوب المقاومة. كما أن تأثيرها الاقتصادي أصبح ملموسًا، في ظل ارتفاع تكاليف التأمين البحري واضطراب حركة التجارة؛ ما يضع مزيدًا من الضغط على حكومات شاركت أَو سكتت عن العدوان.
وتؤكّـد صنعاء أنها لن توقف عملياتها البحرية ما لم يتوقف العدوان على غزة، وتُرفع القيود عن الشعب الفلسطيني المحاصر، في موقف يحظى بتأييد شعبي عربي واسع.