هآرتس: خطة ترامب نُسخة فاشلة من “صفقة القرن”.. وتفرض استسلامًا فلسطينيًّا بلا مقابل
مقال لـ غدعون ليفي بعنوان “خطة ترامب وثيقة هاوية… الفلسطينيون غير موجودين فيها”
متابعات..|
اعتبر الصحفي الإسرائيلي المعروف غدعون ليفي أن ما يُسمى بخطة “الـ21 نقطة” التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليست أكثر من “وثيقة هاوية” بلا أفق سياسي حقيقي، وتهدف لتلميع صورة الاحتلال وتضليل الرأي العام العربي والدولي، دون تقديم أي حَـلّ عملي للقضية الفلسطينية.
وفي مقال نشره في صحيفة هآرتس العبرية، وصف ليفي الخطة بأنها “احتيال سياسي وتصوير الشيء على غير حقيقته” ، قائلًا إنها تعيد إنتاج منطق “صفقة القرن” ولكن بصيغة مشوّهة ومعدّلة، لا تقدّم للفلسطينيين سوى الأوهام، بينما تُغدق بالمكاسب الفورية على الاحتلال الإسرائيلي.
أوهام اقتصادية وسرديات غير قابلة للتنفيذ
هاجم ليفي بنود الوثيقة التي تتحدث عن تحويل غزة إلى “منطقة تجارة حرّة” أَو بناء “مدينة معجزة” تشبه مدن الخليج، معتبرًا أنها طُرُوحات فارغة من أي مضمون تطبيقي. وأكّـد أن الخطة تخلو من أي خطوط انسحاب لجيش الاحتلال أَو جدول زمني واضح أَو آلية دولية جدية لتنفيذ البنود، بما في ذلك الحديث عن نزع سلاح حماس أَو إشراك السلطة الفلسطينية.
وتساءل ليفي عن من سيُرسل القوات الدولية، وما هي صلاحياتها، وما هو الضمان لتنفيذ أية مرحلة، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة نفسها لم تفِ سابقًا بتعهداتها لحركة حماس، ما يُفقدها أي مصداقية كضامن للاتّفاقات المستقبلية.
انحياز صارخ للاحتلال وتنفيذ فوري لمكاسبه
أشار الكاتب إلى أن البنود التي تُقدَّم كـ”تنازلات إسرائيلية” هي إما نظرية أَو مؤجلة إلى أجل غير معلوم، بينما تحصل “إسرائيل” بموجب الخطة على فوائد فورية مثل الإفراج عن الأسرى، دون التزام واضح بالانسحاب أَو إقامة دولة فلسطينية.
ووصف بند نزع سلاح حماس بأنه “شرط تعجيزي” يُفرض في بداية الاتّفاق قبل أي انسحاب إسرائيلي، وهو ما يجعل الخطة في جوهرها تفترض استسلامًا كاملًا من المقاومة الفلسطينية دون أي ضمان سياسي أَو قانوني.
فشل في الإقناع عربيًّا ودوليًّا
لفت ليفي إلى أن محاولة فريق ترامب تسويق الخطة كـ”عرض متوازن” هو مُجَـرّد خداع هدفه الضغط على بعض الدول العربية للقبول، مؤكّـدًا أن معظم هذه الدول “فهمت من أول قراءة أن الوثيقة غير جادة ولا تستحق البناء عليها”.
وأشَارَ إلى أن حتى ما يُقال عن “ضغط ترامب على نتنياهو” هو مُجَـرّد وهم، مستعيدًا تجربة مبعوثه السابق ستيف ويتكوف، الذي لم ينجح سوى في تمرير نقطتين شكليتين فقط، بينما فشل الفريق في صياغة رؤية تنفيذية جدية.
خلاصة ليفي: استسلام بلا دولة ولا سلام
واختتم ليفي مقاله بالقول إن خطة ترامب – كما صيغت– لا تقود إلى السلام، بل إلى تكريس الاحتلال وإدامة الحصار، وهي في الواقع تفترض أن الفلسطينيين، وتحديدًا حماس، سيقبلون الاستسلام الكامل مقابل وعود غامضة و”مدينة خيالية” لا أحد يعرف من سيبنيها أَو أين.