الغارديان: خطّة كوشنر وبلير لإدارة غزة ستؤدّي إلى مزيد من العنف والفشل
تحذيراتٌ من “المشروع الاستعماري الجديد” وتحديات المشروعية والملكية المحلية
متابعات..|
في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وصف جوش بول، مستشار الأمن القومي السابق في سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق، خطة جاريد كوشنر وتوني بلير بشأن غزة بأنها “مذبحة أخلاقية” و”كارثة سياسية”.
واعتبر أن هذه الخطة بمثابة استنساخ لأخطاء الماضي في العراق وفلسطين، وأنها تفتقر إلى الشرعية الشعبيّة وتعيد إنتاج استراتيجيات فاشلة سبق وأن أَدَّت إلى الفشل في مناطق أُخرى.
أشار بول إلى أن مشروع كوشنر وبلير يُعتبر “مغامرة استعمارية جديدة” تشبه فشل الحكومات الغربية المفروضة على الأراضي العربية، مستشهدًا بتجربته في العراق، حَيثُ كان مسؤولًا عن وضع سياسات للشرطة العراقية بعد غزو 2003، قائلًا إنه “لم يكن يعرف الكثير عن العراق أَو الشرطة، لكنه كان جزءًا من سلطة التحالف المؤقتة التي فرضت سياسات تخدم الأجندات الغربية”.
ويضيف بول: “في عام 2025، نجد أنفسنا مرة أُخرى أمام مشروع يفرض حكما استعماريًّا في غزة تحت قيادة بلير، مستندًا إلى نفس الرؤى القديمة التي تهدف إلى تنمية اقتصادية بعيدة عن واقع حقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن هذه السياسة لن تنجح لأن بناء مجتمعات مستقرة يتطلب دعمًا محليًّا حقيقيًّا، وهو ما تفتقر إليه خطة كوشنر-بلير، التي تمثل تدخلًا خارجيًّا في شؤون الفلسطينيين.
وأكّـد بول أن هذه الخطة لا تأخذ في الاعتبار الثقافة والديناميكيات المحلية في غزة، مُشيرًا إلى أن أي محاولة لإقامة حكومة غربية في القطاع ستكون بمثابة “زراعة غير ناجحة” تقابل بالرفض من قبل الشعب، ما يؤدي إلى تصعيد العنف.
وَأَضَـافَ أن كوشنر، مثل ترامب وويتكوف، هو مطور عقاري لا يملك رؤية ثقافية حقيقية لما يحدث في غزة، بل يراها “مُجَـرّد فرصة لتحقيق الأرباح” بدلًا من الاعتراف بمعاناة السكان الفلسطينيين.
من جهة أُخرى، أشار بول إلى أن رفض (إسرائيل) إنشاء دولة فلسطينية في غزة، إلى جانب رفضها السماح بإعادة الإعمار، يؤكّـد أن هذا المقترح هو في الأَسَاس محاولة للاستثمار على أنقاض معاناة الفلسطينيين.
وأكّـد أن الجهود العربية، مثل المبادرة التي تقودها مصر، تطرح بديلًا أكثر واقعية من خلال دعم حكومة فلسطينية مؤقتة، تقوم على أسس تكنوقراطية وتفضي إلى إعادة حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطيًّا.
وفي الختام، أكّـد بول أن مشروع كوشنر وبلير ليس مُجَـرّد “فظاعة أخلاقية”، بل هو أَيْـضًا “فظاعة سياسية”، مؤكّـدًا أن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون بقيادة الشعب الفلسطيني وليس تحت إدارة خارجية تهدف إلى زيادة الأرباح.
وأضاف: “لا يمكن بناء ريفييرا على عظام الموتى، ولا يمكن فرض الاحتلال فوق تطلعات الأحياء”.