كل ما يجري من حولك

تصعيد يمني ـ “إسرائيلي” يفرض معادلات جديدة ويضع واشنطن أمام خيارات صعبة

417

متابعات..|

 

تشهد المنطقة واحدة من أكثر جولات التصعيد سخونة بين جماعة الحوثيين في اليمن وإسرائيل، مع استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والمسيرات إلى العمق الإسرائيلي بالإضافة لضرب مصالح إسرائيل في البحر الأحمر والرد الإسرائيلي باستهداف مصالح حيوية يمنية كالموانئ والمطارات ومحطات الوقود والطاقة …

 

الهجمات الحوثية، التي ترافقت مع إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، تعكس انتقال صنعاء من موقع الدفاع إلى محاولة فرض قواعد اشتباك إقليمية جديدة، في وقت تسعى فيه واشنطن وإسرائيل إلى ضبط الجبهة اليمنية التي تحولت إلى واحدة من أعقد ساحات المواجهة منذ حرب غزة.

 

خلال العامين الماضيين، عزز الحوثيون حضورهم العسكري والسياسي مستفيدين من توقف القتال مع الحكومة اليمنية الموالية للتحالف منذ 2022، ليعيدوا تركيز جهودهم على ضرب إسرائيل والملاحة المرتبطة بها.

 

ومنذ نوفمبر 2023 وحتى نهاية 2024، شنّت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وأغرقت خلالها أربع سفن على الأقل ما أدى إلى تحويل مسار أكثر من نصف حركة الشحن العالمية بعيدًا عن الممر الاستراتيجي.

 

ويعتبر محللون أن استهداف الحوثيين لميناء ينبع السعودي مؤخرًا رسالة مزدوجة: الأولى إلى إسرائيل بأن ذراعهم بات يصل إلى عمق الممرات النفطية في البحر الأحمر، والثانية إلى الرياض التي التزمت الحياد لكن مؤشرات أخيرة تظهر انها ربما ترضخ للضغوطات الامريكية للدخول في مواجهة لا ترغب بها مع الحوثيين.

 

إسرائيل من جهتها صعّدت بشكل ملحوظ، ضرباتها وفيما كانت كل غاراتها تستهدف بناً تحتية ومصالح مدنية استطاعت هذه المرة ان تستهدف اجتماعاً لحكومة صنعاء أودى بحياة رئيس حكومة صنعاء وعشرة من وزرائه في ضربة وصفت بـ”الدراماتيكية” لكن في اطار المعادلة مع الحوثيين فإن هذه العملية لم تنجح في كسر البنية القيادية للحركة، لأن الحكومة المدنية ليست جزءاً من الهيكلية العسكرية والقيادية للجماعة .

مع استمرار التصعيد والهجمات المتبادلة وتزايد المخاطر على الملاحة في هذا الممر الدولي الهام فقد بات اليمن – عبر الحوثيين –لاعبًا محوريًا في معادلة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط تتجاوز حدود غزة لتشمل البحر الأحمر والخليج العربي.

 

وتُظهر قدرة الحوثيين على امتصاص الضربات والعودة بقوة إلى ساحة المواجهة تعكس تعاظم نفوذهم الإقليمي، إذ لم تعد ضرباتهم مجرد رسائل رمزية، بل أضحت تهديدًا مباشرًا للمصالح الإسرائيلية والمرتبطة في احد اهم مسارات الملاحة الدولية.

 

كل هذا المعطيات قد افرض على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه اليمن والتي سارت آخر اتجاهاتها نحو التهدئة والنأي بالنفس عن الانخراط في الصراع ضد الحوثيين دفاعاً عن إسرائيل ومصالحها في المنطقة .

 

وتشير تقارير إلى أن التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وإسرائيل في مواجهة الحوثيين آخذ في الاتساع، وهو ما قد يضع الولايات المتحدة أمام خيارين إما التورط بشكل أعمق في مواجهة الجماعة التي أثبتت في جولات سابقة قدرتها على تشكيل خطر محدق بالولايات المتحدة وسمعتها العسكرية والبحرية ، أو القبول بتنامي حضور اليمن ومن وراءه الجماعة كقوة إقليمية فاعلة لا يمكن تجاوزها.

 

تعتبر الباحثة إليزابيث كيندال كيندال، الخبيرة في الشؤون اليمنية بجامعة كامبريدج، أن “السلطة الحقيقية تظل في زعيم الجماعة والقادة العسكريين للجماعة العسكريين وهو ما يعزز صورة الجماعة كقوة مركزية في معادلات الصراع الإقليمي.

 

أما المحللة اليمنية فاطمة أبو الأسرار فتؤكد أن إسرائيل “أزالت جزءًا من الواجهة السياسية المدنية للحوثيين، لكنها لم تمسّ جوهر قوتهم”.

 

(المصدر: مركز صوفان للدراسات – واشنطن)

You might also like