هآرتس: (إسرائيل) تُركت وحيدةً في مواجهة الهجمات اليمنية بعد انسحاب واشنطن
متابعات..|
أبدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير تحليلي نُشر مؤخّرًا، قلقًا متزايدًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية في (إسرائيل) إزاء تصاعد الهجمات التي تشنها القوات اليمنية على أهداف إسرائيلية، في ظل ما وصفته بـ”الانسحاب الأمريكي” من المشهد العسكري في البحر الأحمر، وترك (إسرائيل) وحيدة في مواجهة ما أسمته الصحيفة بـ”حرب عصابات مع دولة الحوثيين”.
ووصفت الصحيفة الموقف الأمريكي بأنه انسحاب فعلي من الحرب ضد الحوثيين، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كانت قد توعدت برد قاسٍ على أي هجوم يمني، معتبرة إياه بمثابة هجوم إيراني مباشر. لكنها، بحسب هآرتس، عادت لتوقع اتّفاقا غير معلن لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، ما شكل، بحسب الصحيفة، أول “نجاح دبلوماسي” لترامب في الشرق الأوسط.
وسخرت الصحيفة بلهجة تهكمية من ما اعتبرته “تناقضًا في المواقف الأمريكية”، موضحة أن الولايات المتحدة انضمت إلى قائمة من الدول التي انسحبت من مواجهة الحوثيين، من بينها الإمارات التي سحبت قواتها من اليمن عام 2019، والمملكة العربية السعوديّة التي وقعت اتّفاقا لوقف إطلاق النار مع صنعاء في 2022.
وأكّـدت هآرتس أن اليمن، ومنذ وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، واصل تنفيذ هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية أَو مرتبطة ب(إسرائيل)، في إطار ما تقول صنعاء إنه “دعم لغزة”.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن التحالف الدولي الذي كانت تقوده واشنطن توقف فعليًا عن تنفيذ عمليات ضد الحوثيين في البحر الأحمر، ما ألقى بالعبء الأمني كاملًا على (إسرائيل)، التي تجد نفسها اليوم في مواجهة مباشرة مع قوة عسكرية تستخدم أساليب غير تقليدية ولا تنتمي إلى مفهوم الحرب الكلاسيكية.
وفي تقييمها للرد الإسرائيلي، أوضحت هآرتس أن استراتيجية استهداف البنية التحتية المدنية والموانئ اليمنية، إلى جانب محاولات تصفية قيادات حوثية، لم تنجح في ردع صنعاء أَو تقليص قدرتها على إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ، مشيرة إلى أن خرق واحد للمجال الجوي الإسرائيلي يكفي لإثبات استمرار التهديد اليمني.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن هذه المواجهة تختلف عن صراعات (إسرائيل) السابقة مع وكلاء إقليميين لإيران، كحزب الله أَو الميليشيات العراقية، حَيثُ لا يمكن ممارسة ضغوط دبلوماسية أَو عسكرية مباشرة على طرف ثالث، في ظل ما وصفته بـ”استقلالية القرار اليمني” وربطه استمرار الهجمات بما يحدث في قطاع غزة.