كل ما يجري من حولك

مجلة أمريكية: إسرائيل تلعب بالنار في اليمن ..!

لم تتعلم إسرائيل من دروس واشنطن والتحالف العربي مع "الحوثيين"

350

متابعات..|

أتقن الحوثيون فن الإخفاء والحرب غير المتكافئة ومن غير المرجح أن تكفي حملة جوية وحدها لهزيمتهم، وهو درس محفور في حطام التدخل الذي قادته السعودية على مدى عشر سنوات ، وكانت واشنطن هي الأخيرة في إعادة تعلم هذا الدرس خلال حربها الجوية القصيرة التي انتهت إلى نتائج غير مجدية.

و”بعد أن أثبتت القوة الجوية عدم جدواها، وأصبح الغزو البري أمراً غير وارد من الناحيتين اللوجستية والسياسية، لم تعد إسرائيل تملك أي مسار عسكري قابل للتطبيق لتحقيق النصر…

ووفقاً لمجلة “Responsible Statecraft” الأميركية، فإن عملية اغتيال إسرائيل لوزراء “حكومة الحوثيين” يشير إلى تحول جوهري في خريطة حرب الاستنزاف التي استمرت عامين بين الجيش الإسرائيلي الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية والقوات الحوثية الأكثر قدرة على الصمود”.

 

لقد تحول الحوثيون من مجرد طرف إقليمي مهدد إلى طرف عالمي معطّل ومؤثر، حيث أطلقوا الصواريخ على إسرائيل بعد أسابيع فقط من هجمات حماس، وسيطروا على أحد أكثر ممرات الشحن حيوية في العالم”.

 

وتابع الموقع، “لقد أعيد ترتيب رقعة الشطرنج بشكل خطير في شهر مايو، عندما توصلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي كانت حريصة على إيجاد مخرج من حملة جوية مكلفة وغير فعالة، إلى هدنة مفاجئة مع الحوثيين.

 

وكان الاتفاق الذي توسطت فيه سلطنة عمان بسيطاً: “تتوقف الولايات المتحدة عن قصف أهداف الحوثيين، ويتوقف الحوثيون عن مهاجمة السفن الأميركية”.

 

وعلى طريقته المعهودة، زعم ترامب أن الحوثيين “استسلموا”، وأشاد في الوقت عينه بـ”شجاعتهم” ولكن الاتفاق كان في واقع الأمر بمثابة انتصار دعائي للحوثيين لأنهم واجهوا قوة عظمى وخرجوا منها من دون أن يتزعزعوا.

 

أما بالنسبة للولايات المتحدة، كان هذا الأمر بمثابة عملية “إثار للسلامة” أعطى الأولوية للخروج من معركة استنزاف كان يمكن ان تكلف واشنطن الكثير ليس على الصعيد المادي فقط بل على صعيد سمعة واشنطن العسكرية كقوة عظمى والقوة البحرية الأولى في العالم.

 

وأضاف الموقع، “بالنسبة لإسرائيل فإن الخطوة الأميركية الأحادية الجانب تعني أنها تُركت لمواجهة التهديد الحوثي بمفردها ، أما بالنسبة للحكومة الموالية للتحالف السعودي الاماراتي فقد شكّل هذا التحوّل هذه ضربة مدمرة.

لم يُحقق الانسحاب الأميركي من الصراع المباشر السلام بأي حال من الأحوال، بل خلق بيئةً مواتيةً للتصعيد بين الحوثيين وإسرائيل، محولاً مشكلةً بعيدةً عن واشنطن إلى تحدٍّ استراتيجيٍّ مفتوحٍ لحليفها الإقليمي الأقرب

لقد كانت الضربة التي استهدفت اجتماع مجلس الوزراء الحوثي في أواخر أغسطس بمثابة دليل على مدى القدرات الاستخباراتية الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، ولكن أهمية الأهداف لا تزال موضع جدل”.

 

وبحسب الموقع، “إن الاغتيالات تمثل تصعيدا خطيرا، وهو تصعيد لا يقتصر على توجيه ضربات إسرائيلية ممنهجة للبنية التحتية المعطلة بالفعل في البلاد، بل على النقيض من ساحات المعارك المحدودة في غزة أو جنوب لبنان يفرض هذا التصعيد أيضا على إسرائيل التعامل مع عدو بعيد ومرن يتمتع بتسامح كبير مع الخسائر وقدرة مثبتة على التكيف.

 

وعلاوة على ذلك، فإن التعامل المباشر مع الحوثيين يستنزف الموارد ويصرف الانتباه عن الهواجس الأساسية لإسرائيل “حماس في غزة وكذلك إيران وبرنامجها النووي”.

 

إن الحوثيين يدركون هذا الأمر. فهم يخوضون حرب استنزاف اقتصادي ونفسي، مدركين أن حتى الضربات الرمزية، مثل الصاروخ الذي وصل إلى مشارف مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، لها آثار عسكرية لا تذكر ولكنها تحقق مكاسب سياسية هائلة”.

المجلة الأمريكية: “بالنسبة للقيادة الإسرائيلية الحالية، لم تعد هذه حرب احتواء بل حملة صليبية أكبر، ومهمة لتفكيك “محور المقاومة لبنة لبنة” كما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

وتعتقد إسرائيل ان الاستراتيجية وراء تكثيفها لحربها مع الحوثيين واضحة بعد مقتل رئيس الوزراء الحوثي في صنعاء.

 

وبالنسبة لصناع القرار السياسي في إسرائيل، كانت الاغتيالات المتتالية بمثابة دليل على قناعة استراتيجية راسخة منذ فترة طويلة بأنهم يقاتلون على جبهات متعددة، ولكن ضد نفس العدو. إلا أن عواقب هذه الاستراتيجية عميقة.

 

وبحسب المجلة فإنه مع “فقدان المسار السياسي أهميته وانغلاق المسار العسكري بسبب الانقسامات في التحالف المناهض للحوثيين، أصبح المنطق الداخلي للصراع اليمني خاضعاً بالكامل للعداوات الإقليمية”.

 

وفي ظل هذا الفراغ، تجد إسرائيل نفسها مقيدة بصراع لا يمكنها الفوز فيه، وقد نجحت الولايات المتحدة في تحقيق سلام ضيق على حساب عدم الاستقرار على نطاق أوسع، وباتت فصائل الدولة اليمنية الممزقة تتقاتل على الفتات.

 

إن تصعيد المواجهة مع إسرائيل لم يخدم إلا في ترسيخ هيمنة أنصار الله، المستفيد الوحيد من هذا النظام الفوضوي الجديد”.

 

المصدر: Responsible Statecraft

You might also like