كل ما يجري من حولك

من هو “السنوار الثاني” رجل الظل الذي دوّخ إسرائيل وأربك الأمريكان

أكدت حماس اليوم لحاقه بركب القادة الشهداء ..

341

متابعات..|

 

أعلنت كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد، وبشكل رسمي استشهاد رئيس أركان “القسّام”، القائد محمد السنوار . 

وقالت بيان الكتائب “بشكل رسمي نعلن استشهاد رئيس الأركان الجديد للقسام القائد محمد السنوار ، شقيق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، الشهيد يحيى السنوار”.

صورة منشورة للسنوار في موسوعة “ويكيبيديا”

ويعد محمد إبراهيم حسن السنوار وكُنيته “أبو إبراهيم” أحد أبرز القادة العسكريين لكتائب القسام، وهو عضوًا في مجلس الأركان العسكري للكتائب، وقائدًا للواء خان يونس.

 

يُعدّ القائد العسكري محمد إبراهيم حسن السنوار، المكنّى بـ”أبو إبراهيم”، واحدًا من أبرز العقول المقاومة في غزة، وركيزة أساسية في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس.

 

وُلد في مخيم خان يونس بتاريخ 16 سبتمبر 1975 لأسرة لاجئة هجّرها الاحتلال الصهيوني من بلدة المجدل عام 1948، ليشبّ منذ صغره على وعي اللجوء والتهجير والحرمان، ويحوّل هذه المأساة إلى إرادة صلبة في مقاومة الاحتلال.

 

سيرة مقاوم من رحم المخيم

 

تلقى السنوار تعليمه في مدارس وكالة “الأونروا”، وهناك تفتّح وعيه على قضايا شعبه. منذ شبابه الأول انخرط في صفوف حركة حماس، وشارك في الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال عام 1987.

 

ومع انطلاقة كتائب القسام انضم إليها مقاتلًا، فكان هدفًا دائمًا للاعتقال والملاحقة، إذ زجّت به إسرائيل في سجونها مرارًا، كما اعتقلته السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي ضمن التنسيق الأمني الذي طال خيرة المجاهدين. لكنه تمكن بعد سنوات من السجن من الهرب، ليعود إلى ميدان المقاومة مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

 

صعوده في صفوف القسام

محمد السنوار ، يحيى السنوار ، محمد الضيف ، مروان عيسى ، باسم عيسى ، رافع سلامة ، رائد ثابت وغيرهم من قادة المقاومة الفلسطينية من كل الفصائل الذين استشهدوا أثناء معركة “طوفان الأقصى” أو قبلها هم نماذج للقادة الشهداء 

منذ عام 2005 تولّى السنوار قيادة “لواء خان يونس”، أحد أبرز الألوية القسامية، وتدرج حتى أصبح عضوًا في المجلس العسكري الأعلى لكتائب القسام.

 

وبرز اسمه بقوة في عملية “الوهم المتبدد” عام 2006، التي أسرت فيها المقاومة الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” في واحدة من أكثر العمليات التي هزّت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وأفضت لاحقًا إلى صفقة وفاء الأحرار عام 2011 ، التي استمدت منها فكرة “معركة طوفان الأقصى” التي أسرت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية ما بين 200 إلى 250 أسيراً صهيونياً.

 

رجل الظل.. الميت الحي

 

لقّبته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ”رجل الظل” و”الميت الحي”، إذ نجا من سلسلة محاولات اغتيال صهيونية استهدفته بشكل مباشر، كان أبرزها في أبريل 2003 حين فجّر الاحتلال عبوة داخل منزله، وكذلك خلال معركة سيف القدس عام 2021. حتى منزله في خان يونس لم يسلم، فهُدم عام 2004 وقُصف مجددًا في حرب 2014.

 

ورغم إعلان الاحتلال مرارًا عن اغتياله، ظلّ السنوار حاضرًا في قيادة المقاومة، مفضّلًا البقاء بعيدًا عن الإعلام إلى أن ظهر لأول مرة في برنامج “ما خفي أعظم” عام 2022 على قناة الجزيرة.

 

أحد العقول المدبرة لطوفان الأقصى

 

في 7 أكتوبر 2023، مع انطلاق معركة طوفان الأقصى التي أذلّت جيش الاحتلال وأربكت حلفاءه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وُضع اسم محمد السنوار في واجهة “العقول المدبرة” للهجوم.

 

مسؤولون إسرائيليون وصفوه بأنه “أكثر خطورة من شقيقه يحيى”، بينما أكد مسؤول سابق في الموساد أن السنوار كان ضمن مجموعة ضيقة خططت للعملية التي كسرت هيبة الاحتلال وأطلقت مرحلة جديدة في تاريخ الصراع.

 

الاحتلال وأزمته أمام القادة المقاومين

 

إثر العملية، وضع وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت صور محمد ويحيى السنوار في مكتب العمليات بتل أبيب معلنًا “مطاردتهما حتى النهاية”، في محاولة يائسة لطمأنة جمهوره. لكن مع مرور الوقت، تبيّن عجز الاحتلال عن الوصول إليهما، لتبقى صورتهما رمزًا للفشل الاستخباري والعسكري الإسرائيلي.

 

نموذج المقاوم

 

محمد السنوار ليس مجرد قائد عسكري، بل نموذج لمقاوم خرج من قلب المخيمات ليُعيد للشعب الفلسطيني ثقته بقدرته على مواجهة أعتى قوة مدعومة أمريكيًا وغربيًا.

 

وبينما سعت واشنطن وإسرائيل شيطنته ووصمه بـ”الإرهاب” يراه الفلسطينيون أيقونة للثبات ورمزًا لـ”رجل الظل” الذي يربك الاحتلال كل يوم ويؤكد أن المقاومة بخير.

 

You might also like