كيان الاحتلال يعترف: صواريخُ اليمن تهديدٌ استراتيجي وقدراتُهم تتطوَّرُ ذاتيًّا
متابعات..|
في تحول لافت، بدأت الأوساطُ العسكريةُ الإسرائيلية بالإقرار بحجمِ التهديد الذي تشكِّلُه الهجمات الصاروخية اليمنية، وذلك في أعقاب الضربات الأخيرة التي استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي، وتحديدًا مطار بن غوريون. هذه الاعترافات، التي تأتي في سياق المواجهة المباشرة التي فرضتها صنعاء دعمًا لغزة، كشفت عن قلق متزايد داخل المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية من التطور السريع للقدرات العسكرية اليمنية.
لقد شهدت الأيّام الماضية تصعيدًا عسكريًّا متبادلًا، حَيثُ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي متشظٍ من طراز “فلسطين 2″، وهو ما ردت عليه إسرائيل بشن غارات جوية على أهداف مدنية في العاصمة صنعاء، شملت محطة وقود ومحطة لتوليد الكهرباء. وعلى الرغم من محاولات إسرائيل التقليل من شأن الهجمات اليمنية وزعم اعتراضها، إلا أن التصريحات الصادرة من قادتها العسكريين ترسم صورة مغايرة تماماً.
وفي هذا السياق، نقلت القناة الـ 12 العبرية تصريحات صادمة لقائد رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي، كشفت عن تفاصيل دقيقة وحقائق مقلقة لتل أبيب. فقد أكّـد أن الصاروخ اليمني الأخير كان يحمل رأسًا حربيًا يحتوي على 22 قنبلة صغيرة، مما يوضح القدرة التدميرية الهائلة التي يمكن أن يحدثها صاروخ واحد. كما اعترف المسؤول بأن الهجوم على مطار بن غوريون “قطع عمليًّا معظم الاتصالات الجوية مع العالم عبر شركات الطيران الأجنبية”، مبرزًا الأثر الاستراتيجي والاقتصادي لهذه الضربات.
الأخطر من ذلك، كان تحذير القائد من أن “اليمنيين يطورون قدرات مستقلة ويتعلمون بسرعة”، مُشيراً إلى أنه إذَا لم يتم التعامل مع هذا التهديد الآن، فإن إسرائيل قد تواجه مئات الصواريخ اليمنية في المستقبل. ولخص الموقف بتغيير النظرة الاستراتيجية للعدو قائلًا: “اليمنيون ليسوا العدوّ الذي ظنناه في بداية الحرب، اليوم ندرك أنهم تهديد حقيقي”. تُظهر هذه الاعترافات، وفقًا لمحللين، أن المواجهة لم تعد رمزية، بل تحولت إلى معادلة استنزاف حقيقية تفرضها صنعاء، وتضع الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي أمام تحدٍ جدي ومُستمرّ لم تنجح الغارات الجوية في احتوائه.