متابعات..|

في افتتاحية لافتة، أقرَّت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بأنها أخطأت في تقدير طبيعة الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن تعامل (إسرائيل) معهم باستخدام نفس الأدوات التي استخدمتها ضد حزب الله وحماس لم يحقّق أية نتائج ملموسة. واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين، الذين تصفهم بأنهم “الأكثر جنونا”، لا يتأثرون بالضغط العسكري التقليدي مثل الضربات الجوية أَو حرمانهم من الموارد، مشيرة إلى طبيعتهم المتنقلة وقدرتهم على القتال في بيئات قاسية مثل الصحاري والكهوف.

وفي هذه الافتتاحية، أكّـدت الصحيفة أن حرمانَ الحوثيين من الأسلحة أَو الأموال لن يؤثر بشكل جوهري على قدرتهم على الاستمرار في الهجمات. كما دعت إلى تبني استراتيجية جديدة تستهدف القيادة المتفرقة للحوثيين، فضلاً عن استهداف شبكاتهم المالية واللوجستية من خلال عمليات استخباراتية دقيقة، حرب سيبرانية مُستمرّة، وحظر بحري وبري منسق مع شركاء إقليميين في الخليج وأفريقيا.

كما حذرت الصحيفة من أن فشل (إسرائيل) في مواجهة الحوثيين ستكون له تداعياتٌ استراتيجية واسعة، حَيثُ قد يُفسَّرُ ذلك من قبل جماعات مثل حزب الله والفصائل العراقية على أنه ضَعفٌ استراتيجي، ما قد يهدّد قدرة (إسرائيل) على استعادة الردع الإقليمي، مؤكّـدةً أن النجاح يجب أن يُقاسَ بانخفاض الهجمات وَتعطيل سلاسل الإمدَاد، وتوسيع الفجوات الزمنية بين الضربات، بدلاً عن التركيز على نتائجَ إعلامية قصيرة الأمد مثل “قطع الكهرباء”.

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية