كل ما يجري من حولك

تخوف إسرائيلي من عودة النماذج القديمة من الحروب الأهلية بين اليهود

259

متابعات..|

مع زيادة حدّة الاستقطابات بين الإسرائيليين حول الخلافات السياسية، لا تتردّد العديد من أصواتهم من التحذير من تسبّب هذه الخلافات الداخلية والكراهية والتنافس إلى “تدمير الهيكل الثالث”، وتمزّق الدولة.

وذكر نحمان شاي، عميد كلية الاتّحاد العبري بمعهد الدراسات اليهودية، ووزير الشتات، والمتحدث باسم الجيش الأسبق، أن “من ينظر لإسرائيل اليوم في عام 2025 سيجد أمامه النسخة المتقدمة والمحدثة من “الحروب اليهودية لأن مئات آلاف الإسرائيليين لا ينامون ليلهم، وقسما كَبيراً منهم لا يغمض عينيه؛ بسَببِ قلقهم الشديد على أبنائهم وبناتهم، وأحفادهم وحفيداتهم، وعلى أفراد عائلاتهم المهدّدين بالموت على بُعد ساعة بالسيارة من منازلهم”.

وَأَضَـافَ في مقال نشرته صحيفة معاريف، أن “الخوف يحيط بالإسرائيليين من كُـلّ جانب: في غزة، ولبنان، وسوريا، ومن يدري ماذا ينتظرنا بعد من جبهات مفتوحة تُكلف الدولة أثمانا بشرية ونفسية كُـلّ يوم وليلة، في حين أن الوحيدين الذين لا يبدو أن نومهم يفارقهم هم أعضاء الحكومة وكثير من أعضاء الكنيست، ممن وصلت بهم شهوة السلطة الجامحة إلى مستويات غير مسبوقة”.

وأوضح أن “الخلافات الإسرائيلية وصلت إلى أن يتبادل وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان آيال زامير، الصفعات الثنائية؛ بسَببِ صراعاتهما على السلطة، حتى داخل المؤسّسة العسكرية، بما فيها الجيش، خَاصَّة خلال حرب طويلة الأمد، لا حدود لها، لكن من الواضح أن من يقود هذه المؤسّسة يشعرون بالسلطة، وقد يرتبكون أحياناً، ويستخدمونها دون داعٍ، مُضحِّين بذلك في مصلحتهما المشتركة المتعلقة بأمن الدولة”.

وأشَارَ إلى أن “المتوقع في خلافات الرجلين أن يتم رصد بؤر التوتر، بغرض تخفيفها، وتهدئتها، بغرض الوصول إلى اتّفاق وتفاهم، لإزالة العقبات، وضمان سير العمل، دون انقطاع، رغم وجود نقاط خلاف معروفة، لكن مُجَـرّد اجتماعهما كفيل بإبرام بتسويات وتفاهمات بينهما، أما إذَا استمرت الخلافات، فليس هناك حاجة لإجراء نقاشات في وسائل الإعلام، أَو في أوساط الجمهور، أَو في الرأي العام، لأن الضرر حينها لا يُوصف”.

وأكّـد أن “مئات آلاف الإسرائيليين يستيقظون صباحا خائفين عندما يسمعون قادتهم يتجادلون، ويعلمون من الأخبار أن وزير الحرب يوبخ رئيس الأركان، فيردّ عليه، ولذلك فإنهم محقون في قلقهم، وهم في حيرة من أمرهم، لأنهم يرون قادتهم السياسيين والعسكريين يعملون جاهدين على تدمير النظام السياسي، وزعزعة التوازن بين مختلف فروع الحكومة، وهو أمرٌ مثير للغضب”.

وأوضح أن “خلافات القادة الإسرائيليين تطرح علامات استفهام حول مدى شعورهم بأنهم يحملون حقًا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأن الواضح أنهم حنثوا بالقسم الذي أدّوه يوم توليهم السلطة، ولم تعد مصلحة الدولة ومواطنيها مقدمة على مصالحهم الحزبية والشخصية، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى اتساع رقعة هذه الانقسامات والكراهية إلى نتائج وخيمة تعيد للأذهان نسخا قديمة من الحروب الأهلية اليهودية”.

صحيفة معاريف

You might also like