متابعات..|

كشفت صحيفة غلوبس الاقتصادية العبرية، في تقرير تحليلي نشرته اليوم، أن التصريحات المتكرّرة لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس حول “الفائدة المركبة” التي سيدفعها الحوثيون مقابل كُـلّ صاروخ، تتناقض تماماً مع الأرقام الميدانية، وتفتقر للفعالية على أرض الواقع.

ووفقًا لتحليل الصحيفة، فإن إسرائيل نفّذت منذ بداية الحرب على اليمن 14 هجومًا فقط، بمعدل هجوم واحد كُـلّ 48 يوماً، في المقابل، أطلق نحو 70 صاروخًا بالستيًا يمنيًا نحو إسرائيل خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، أي بمعدل صاروخ واحد كُـلّ يومين، دون احتساب الطائرات المسيّرة التي تستنزف الدفاعات الجوية بشكل متواصل.

وأشَارَ المحلل “دين شموئيل علمس” إلى أن سلسلة تغريدات وتهديدات كاتس — ومنها فرض “حصار جوي وبحري” وملاحقة قيادات في صنعاء — لم تنجح في إحداث أي تأثير ردعي ملموس، في ظل استمرار التظاهرات الأسبوعية في صنعاء، إلى جانب وتيرة الإطلاقات المُستمرّة التي باتت تشكّل تحديًا أمنيًّا متصاعدًا داخل إسرائيل.

وترى الصحيفة أن هذه المعادلة تُظهر فشل المقاربة الإسرائيلية الحالية تجاه اليمن، معتبرةً أن استمرار الرهان على سياسة “الرد المحدود” يعكس جهلًا استخباراتيًا، وفهمًا غربيًا مضللًا لطبيعة الشبكة العسكرية والتمويلية التي بنتها صنعاء خلال السنوات الماضية.

كما أضافت غلوبس أن المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية تجد نفسها اليوم أمام ثلاث خيارات “غير مكتملة”: تصعيد بري غير واقعي في اليمن، أَو هدنة شاملة، أَو محاولة توجيه ضربة مباشرة لإيران — وهو ما اعتبرته الصحيفة طرحًا لا يخلو من المخاطر السياسية والعسكرية.

واختتم التقرير بالقول إن “الفائدة المركبة” التي تحدث عنها كاتس لا تتحقّق في الواقع، بل تتحول إلى كلفة مركبة يتحملها الداخل الإسرائيلي مع استمرار وتيرة الاستنزاف القادمة من الجنوب.

صحيفة غلوبس الاقتصادية العبرية