صحيفة أمريكية: اليمنيون يكشفون ضعف “إسرائيل” رغم الغارات المتواصلة
متابعات..|
أكّـد تقرير نشرته صحيفة ريسبونسبل ستيت كرافت الأمريكية، أن حركة “أنصار الله” (الحوثيين) نجحت في تحدي الضغط العسكري الأمريكي والإسرائيلي، بل وازدادت قوة وجرأة في عملياتها، ما كشف عن هشاشة الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة هذا الفاعل الإقليمي المتصاعد.
وبحسب التقرير، الصادر بتاريخ 22 أغسطُس 2025، فإن الضربات الجوية الإسرائيلية المتكرّرة على اليمن — وآخرها استهداف محطة كهرباء حزيز قرب صنعاء — لم تنجح في إضعاف قدرات الحركة، بل أظهرت “فشلًا استراتيجيًا” من خلال توجيه هجمات رمزية على البنية التحتية المدنية، أضرت بالسكان أكثر من إضعاف القوة العسكرية للحوثيين.
هجمات شبه يومية ومأزق استراتيجي
وذكر التقرير أن الحوثيين شنّوا هجمات شبه يومية على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إضافة إلى استهداف مباشر للبنية التحتية الإسرائيلية، بما في ذلك المطارات والموانئ. ومنذ مارس 2025، أطلقت الحركة أكثر من 70 صاروخًا و22 طائرة مسيرة باتّجاه أهداف إسرائيلية.
وَأَضَـافَ أن أكثر من 100 سفينة تجارية تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر؛ ما أَدَّى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار التأمين البحري، وتسبب في تحويلات مكلفة لمسارات الشحن، وانهيار شبه كامل في نشاط ميناء إيلات الإسرائيلي، الذي خفّض عملياته بنسبة 90 %، مما وضعه على حافة الإفلاس.
فشل التحالف الأمريكي الإسرائيلي وتغيّر المعادلة
أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة، التي شاركت في الضربات الأولى على اليمن، أدركت لاحقًا حجم المأزق الاستراتيجي، إذ تمكّن الحوثيون من التكيّف السريع مع التكتيكات الغربية، مما أَدَّى إلى حرب استنزاف مكلفة. وبلغت كلفة الحملة الجوية الأمريكية وحدها نحو مليار دولار، دون تحقيق نتائج ملموسة؛ ما دفع إدارة ترامب إلى السعي لهدنة بوساطة عمانية، اقتصرت على حماية الأصول الأمريكية فقط، بينما تُركت إسرائيل مكشوفة للهجمات المُستمرّة.
صمود متزايد وتوسع في القدرات
وبحسب التقرير، فإن توقف الضربات الأمريكية لم يضعف الحوثيين، بل منحهم الوقت لإعادة بناء أنظمة الرادار، وشبكات الاتصال، وقدرات الاستطلاع. كما أجرت الحركة مناورات بحرية في ميناء الحديدة، ونشرت أسلحة متطورة على الساحل، ووسّعت تخزين الذخائر في المناطق الجبلية الغربية.
واختُتم التقرير بالإشارة إلى أن رد الحوثيين بإطلاق صاروخ باليستي على إسرائيل مؤخّراً — رغم إعلان تل أبيب اعتراضه — يظهر أن قدراتهم لم تتراجع، بل تتعزز، كما أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت المدنية في اليمن زادت من عزيمتهم ورفعت من شرعيتهم الإقليمية، في وقت تواجه فيه إسرائيل عزلة دولية متزايدة.