متابعات..|

في مؤشر على تصاعد التوتر غير المعلن بين مصر وكيان الاحتلال، اعترف محللون في الإعلام العبري بأن مصر لم تتخلّ يوماً عن دورها كقوة إقليمية مستقلة ذات أولويات وطنية، رغم توقيع اتّفاقية السلام. وفي تحليل لافت نشرته صحيفة إسرائيل هيوم، وصف المحلل السياسي الصهيوني “أريئيل كهانا” القاهرة بأنها “خصم حقيقي” يثير قلق المؤسّستين السياسية والأمنية في “تل أبيب”.

التحليل، الذي اتّسم بحدة غير معهودة في الخطاب الإسرائيلي تجاه مصر، اتهم القاهرة بتعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع بنيتها التحتية في سيناء دون تنسيق مع “إسرائيل”، وهو ما اعتبره “تهديدًا كامنًا” يمكن أن ينقلب إلى خطر في أي لحظة.

لكن ما يراه الإعلام العبري “تهديدًا”، يراه كثيرون حقًا سياديًا طبيعيًا لدولة عربية كبيرة كـمصر، ترفض الرضوخ لمعادلة التفوق العسكري الصهيوني في المنطقة، وتسعى للحفاظ على أمنها القومي في وجه التقلبات الإقليمية.

ابتزاز “غازي” ومقايضة سياسية مفضوحة

المقال الصهيوني لم يخفِ نية الاحتلال استخدام ورقة الغاز كورقة ابتزاز سياسي واقتصادي ضد القاهرة، في محاولة لفرض تنازلات متعلقة بملف غزة أَو الضغط على الموقف المصري داخل المؤسّسات الدولية. وذهب التحليل إلى التهديد بوقف تصدير الغاز، الذي تعتمد عليه مصر في تشغيل محطاتها الكهربائية، في حال لم تغيّر سياساتها.

ويرى مراقبون أن العدوّ الصهيوني بات عاجزاً عن استيعاب استقلالية القرار المصري في ملفات جوهرية، مثل رفض توطين الفلسطينيين أَو التورط في خطط تصفية القضية الفلسطينية، فضلًا عن إصرار القاهرة على موقفها المتوازن إزاء المقاومة الفلسطينية، بالرغم من الضغوط الدولية والإقليمية.

صحيفة إسرائيل هيوم