الاحتلال الإسرائيلي يقرّ التصعيد في غزة ويستدعي 60 ألف جندي ضمن خطة “عربات جدعون 2”
متابعات..|
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء رفضه لمقترح تقدّم به الوسطاء الإقليميون والدوليون بشأن تهدئة جزئية في قطاع غزة، مؤكّـداً نيته المضي قدمًا في عملية عسكرية واسعة النطاق داخل المدينة المحاصرة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد صادق كُـلّ من وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، على خطة لاجتياح مدينة غزة، أطلق عليها اسم “عربات جدعون 2″، تشمل استدعاء 60 ألف جندي احتياطي، في ما وصفته المصادر بـ”أكبر حشد عسكري منذ بداية الحرب”.
وتركّز الخطة، وفق وسائل إعلام عبرية، على التوغل في المناطق الأكثر كثافة سكانية جنوب وشمال المدينة، بما في ذلك الأحياء التي لجأ إليها مئات آلاف النازحين بعد تدمير منازلهم خلال الشهور الماضية.
وجاء الإعلان عن التصعيد بعد ساعات من تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ألمح فيها إلى رفض المقترح الجديد الذي وافقت عليه المقاومة الفلسطينية، ورفع فيه سقف مطالبه بالإفراج الكامل عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ويبدو أن هذه التحَرّكات تُنذر بانهيار مساعي الوساطة، وسط تزايد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع، خَاصَّة مع استهداف ما تبقى من مناطق الإيواء والملاجئ.
في السياق ذاته، أعربت جهات إقليمية عن قلقها من التصعيد، حَيثُ جددت مصر – عبر وزير خارجيتها – رفضها لأي “مشاريع تهدف لتهجير سكان غزة”، مؤكّـدة دعمها لجهود وقف إطلاق النار الشامل، واستئناف المسار السياسي.
ويرى مراقبون أن قرار الاحتلال التصعيد في هذه المرحلة، ورفضه لخطة التهدئة، يضعه في مواجهة مباشرة مع الأطراف الدولية والإقليمية التي ظلت حتى الآن تتخذ مواقف متزنة، وقد يعمّق عزلته السياسية في ظل تصاعد الدعوات إلى محاسبته دوليًّا على الانتهاكات المرتكبة في القطاع.