كل ما يجري من حولك

اليمن يثبتُ أن الإرادَة تتفوَّقُ على السلاح: جيشٌ عقائدي يتحدّى التكنولوجيا الأمريكية

265

متابعات..|

أبرزت صحيفة صينية، أبعادًا جديدة للمواجهة المُستمرّة في اليمن، وُصفت بأنها صراع مفتوح امتد لعقد كامل بين القوات اليمنية من جهة، وقوى التحالف بقيادة السعوديّة والإمارات بدعم أمريكي من جهة أُخرى، قبل أن تتطور إلى مواجهة مباشرة مع البحرية والجوية الأمريكية في البحر الأحمر.

وأشَارَت صحيفة “بايجيا هاو” الصينية في تقرير موسّع إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية، رغم كثافتها، لم تُضعف القدرات القتالية اليمنية، بل أسهمت في تشكيل ما سمّته بـ”الجيش الحديدي الخالي من الخونة”، نتيجة إعادة تنظيم داخلية تعتمد على الصرامة والانتماء العقائدي.

التقرير ربط هذا الثبات العسكري بما وصفه بالانتماء القبلي والديني الذي يحوّل الخيانة إلى عار اجتماعي، إضافة إلى وجود منظومة أمنية صارمة قادرة على اكتشاف التهديدات الداخلية وردعها دون تردّد. وقد أورد مثالاً على ذلك بإعدام ضابط اتصالات عام 2024 بتهمة التجسس، في رسالة حازمة ضد أي محاولة اختراق.

وتحت عنوان “العقيدة الاقتصادية في الحرب”، تناول التقرير استراتيجية جماعة أنصار الله التي تعتمد على الحرب غير المتكافئة، عبر استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ منخفضة الكلفة في مواجهة أنظمة أمريكية متطورة ومرتفعة الثمن. هذه المعادلة، كما ورد، أرغمت واشنطن على إعادة تقييم جدوى عملياتها العسكرية، لا سِـيَّـما بعد تعرض حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” لسلسلة هجمات أربكت دفاعاتها، وأسفرت إحداها عن إسقاط طائرة أمريكية بنيران صديقة.

في السياق ذاته، نقلت الصحيفة الصينية عن مصادر إعلامية يمنية، أن الأداء القتالي اليمني أجبر الولايات المتحدة على مراجعة عقيدتها البحرية، وسط تزايد التكاليف العسكرية وتعقيد العمليات الدفاعية. وأشَارَت التقارير إلى أن الطبيعة الجغرافية للجبال اليمنية تُستخدم بفعالية لإخفاء منصات الإطلاق، ما يصعب على أجهزة الرصد الأمريكية تتبعها.

الجانب الإعلامي أَيْـضاً لم يكن غائبًا عن المشهد، حَيثُ أبرزت الصحيفة الدور المتصاعد لليمنيين في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك”، في بث رسائل رمزية وعمليات عسكرية بشكل مباشر، مستخدمين الموسيقى واللغة الساخرة أحياناً، وربطًا متكرّرا بالقضية الفلسطينية، ما أكسبهم تعاطفًا شعبيًّا واسعًا.

وبحسب تحليل الصحيفة، فإن الفجوة في تكلفة الهجوم والدفاع أصبحت نقطة ضعف استراتيجية لواشنطن؛ إذ تُكلّف الصواريخ الاعتراضية الأمريكية ملايين الدولارات، مقابل هجمات لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف، وهو ما اعتُبر استنزافا حقيقيًّا للقوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية.

وفي ختام التقرير، أشَارَت “بايجيا هاو” إلى أن تداعيات هذه المواجهة بدأت تنعكس إقليميًا، حَيثُ اتجهت السعوديّة لتوقيع تفاهمات أمنية بحرية مع الصين، بينما لجأت الإمارات إلى اقتناء أنظمة دفاع روسية، في ما اعتبرته الصحيفة مؤشراً على تراجع الثقة بالغطاء الأمني الأمريكي. وخلصت إلى أن الحروب في العصر الحديث لم تعد تُحسم بالقوة النارية وحدها، بل بقدرة الأطراف على الصمود وكسب معركة الرواية. ونقلت عن أحد المواطنين اليمنيين قوله: “علمتنا قنابل أمريكا أن نقاتل أَو نموت، لكن صواريخنا علمت العالم أن الفيل يمكن أن يُهزم”.

صحيفة “بايجيا هاو” الصينية

You might also like