مجوَّعو غزة تحت نيران الاحتلال.. هُدنة الدم تتواصل لليوم الثالث
متابعات..|
في اليوم الثالث مما يسمِّيه الاحتلال “هُدنةً إنسانية”، تواصلُ قواتُه ارتكابَ مجازر بحق المدنيين العزّل الذين لا يطلبون سوى لقمة تسد رمقهم. فقد استهدفت قوات الاحتلال، صباح الثلاثاء، مجموعات من طالبي المساعدات قرب ما يُعرف بمحور “موراغ” وسط قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة عشرة مدنيين على الأقل، وفق ما أفاد به الهلال الأحمر الفلسطيني.
وتضاف هذه الحصيلة إلى مجزرة سابقة راح ضحيتها منذ مساء الاثنين، 51 فلسطينيًا، بينهم 41 شهيدًا، جميعهم كانوا بانتظار مساعدات غذائية شحيحة لا تسد جزءاً بسيطًا من حجم الكارثة المتفاقمة.
وأوردت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أن عدد الشهداء من طالبي المساعدات فقط خلال شهر واحد بلغ نحو 800 شخص، ما يكشف حجم الاستهداف المنهجي الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة تحت وطأة التجويع.
من جهته، وصف رئيس هيئة الإغاثة في غزة ما يُروّج له الاحتلال من وجود هدنة بأنه “كذبة صريحة”، مؤكّـداً في مقابلة مع قناة “الغد” أن الوضع الإنساني على الأرض يزداد سوءًا، مع استقبال المستشفيات عشرات الأطفال يوميًّا بحالات حرجة، بعضها مصنّف ضمن الدرجة الخامسة في سلم حالات سوء التغذية الحاد.
بدورها، أكّـدت لجنة الطوارئ المحلية أن ما يدخل من مساعدات لا يغير شيئاً على الأرض، ووصفته بـ”رمزي وهزيل”، وسط استمرار الحصار والتجويع الممنهج.
وفي السياق ذاته، شدّدت وكالة “الأونروا” على أن قطاع غزة يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًّا لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، بينما لا تسمح سلطات الاحتلال سوى بمرور عدد قليل لا يكاد يُذكر.
وبينما يستمر الاحتلال في قتل المدنيين الجوعى تحت مرأى العالم، يواجه الفلسطينيون في غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتجلى في مزيج قاتل من الجوع والقصف والخذلان الدولي، وسط صمود استثنائي لشعب لا يملك إلا كرامته.