تقارير أمريكية: قضيةُ إبستين تُستخدَم كورقة ضغط على ترامب لخدمة أجندة نتنياهو
متابعات..|
شهدت الأسابيع الأخيرة تجدد الحديث في وسائل الإعلام الأمريكية عن قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، وما ارتبط بها من فضائح أخلاقية تورط فيها عدد من الشخصيات السياسية البارزة، من بينهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وتأتي إعادة تسليط الضوء على هذه القضية القديمة في توقيت يثير تساؤلات، لا سيما أنها ترافقت مع تحركات سياسية متعلقة بالشرق الأوسط، خصوصاً القضية الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن إعادة فتح ملف إبستين، رغم أن وقائعه تعود لسنوات، قد لا يكون بمعزل عن تطورات المشهد السياسي الأمريكي والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فقد تزامن ذلك مع زيارة غامضة أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وسط تقارير تحدثت عن تباين في وجهات النظر بينه وبين ترامب، تُرجم إلى غياب مؤتمر صحفي مشترك، خلافاً للعادة.
صحيفة وول ستريت جورنال، المملوكة لرجل الأعمال روبرت ميردوخ، المعروف بقربه من اللوبي المؤيد لإسرائيل، كانت من أبرز من أعادوا نشر وثائق ومعلومات تربط ترامب بإبستين. ويرى محللون أن هذا التصعيد الإعلامي ربما يهدف إلى ممارسة ضغط سياسي على ترامب لدفعه إلى تبني مواقف أكثر توافقاً مع توجهات الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً بعد فشل اللقاء الأخير في تحقيق تقدم في الملفات المشتركة، سواء المتعلقة بغزة أو بترتيبات أوسع في المنطقة.
وفي محاولة واضحة لتحويل الأنظار، اتهم ترامب مؤخراً الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بـ”الخيانة العظمى”، مدعياً أنه خطط لانقلاب عليه خلال انتخابات 2016، في تعاون مزعوم مع هيلاري كلينتون. هذا التصعيد جاء عقب تصريحات أدلت بها وزيرة الاستخبارات الوطنية، أشارت فيها إلى تقييم استخباراتي مشترك حول تدخل أوباما في تلك الانتخابات.
وفيما اعتبره مراقبون “محاولة للهروب إلى الأمام”، نشر ترامب فيديو ذكياً مصطنعاً يظهر فيه أوباما وهو يُعتقل، ما يعكس محاولات لصرف الانتباه عن الضغط المتزايد عليه بسبب ملف إبستين، الذي قد يشكل تهديداً سياسياً حقيقياً له، لا سيما في ظل تصاعد التوتر داخل الحزب الجمهوري نفسه.
ولا تستبعد بعض المصادر أن تكون قضية إبستين جزءاً من أوراق ضغط تُستخدم أيضاً ضد بعض الزعماء العرب الذين وردت أسماؤهم في ملفات ذات صلة، ما يضعهم في موقف سياسي حرج، بين ضغوط التحالف مع واشنطن أو تل أبيب، مقابل المطالب الشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وسط هذه المعادلات، تبدو قضية إبستين أبعد من مجرد فضيحة أخلاقية؛ إذ قد تتحول إلى أداة لإعادة رسم التحالفات، وإعادة ترتيب المشهد الإقليمي وفقاً لمصالح قوى كبرى تسعى إلى فرض تصوراتها على المنطقة.