كل ما يجري من حولك

اعتراف أمريكي جديد: فشلٌ في البحر الأحمر أمام التهديد اليمني واستنزافٌ للصواريخ باهظة الثمن

257

متابعات..|

في اعتراف جديد يعكس حجم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، كشف الأدميرال داريل كودل، المرشح لتولي قيادة العمليات البحرية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن “منحنى تعلم حاد” تواجهه القوات الأمريكية في اختيار الأسلحة المناسبة لمواجهة ما وصفه بـ”التهديد الحوثي”.

وخلال جلسة الموافقة على تعيينه أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أوضح كودل أن المواجهات مع القوات البحرية اليمنية دفعت البحرية الأمريكية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، خاصة في استخدام منظومة “إيجيس” الحربية، بعد أن تبين أن الاعتماد على الصواريخ باهظة التكلفة مثل SM-2 وSM-6 وSM-3 للتصدي لطائرات مسيرة منخفضة التكلفة أمر غير عملي في ظل وتيرة العمليات المتصاعدة.

وأفاد تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” بأن البحرية الأمريكية أنفقت مليارات الدولارات في محاولاتها للتصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، مع إقرار ضمني بفعالية القدرات العسكرية اليمنية التي أجبرت واشنطن على استنزاف ترسانتها المتقدمة.

وأشار كودل إلى أن البيانات المستقاة من معارك البحر الأحمر ساعدت في تطوير أساليب الاشتباك بحيث يتم اللجوء إلى وسائل أقل تكلفة مثل الذخائر الموجهة بالليزر والحرب الإلكترونية عندما يكون ذلك ممكنًا، بدلاً من الاعتماد على الصواريخ الاعتراضية المكلفة.

في حين انسحبت الولايات المتحدة من البحر الأحمر بعد معارك ضارية مع القوات اليمنية، ظهرت اعترافات من كبار قادة البحرية تؤكد أنهم لم يكونوا مستعدين لهذا النوع من المواجهات غير المتكافئة. فقد أقرّ الأدميرال جيمس كيلبي، القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية، بأن الاعتماد المكثف على صواريخ SM ذات التكلفة العالية “غير مستدام”، خاصة مع الحاجة للحفاظ على هذه الذخائر في مواجهة محتملة مع الصين.

تعكس تصريحات كيلبي وكودل قلقًا متزايدًا داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية بشأن استنزاف المخزون الاستراتيجي من صواريخ الاعتراض، مما يبرز التأثير المباشر للعمليات اليمنية على جاهزية الولايات المتحدة لأي مواجهة أكبر في المستقبل.

ورغم محاولات واشنطن تصوير الهجمات في البحر الأحمر كـ”حوادث إرهابية”، تكشف الوقائع العسكرية على الأرض وعرض البحر عن معادلة جديدة فرضتها القدرات الصاروخية والدفاعية اليمنية، والتي أجبرت الأسطول الأمريكي الخامس على الاعتراف بفشل بعض استراتيجياته والتكيف معها.

كما أشار تقرير “بيزنس إنسايدر” إلى تصاعد القلق داخل وزارة الدفاع الأمريكية بشأن مستقبل الصناعات الدفاعية في ظل استمرار اليمن بفرض هذه المعادلة، حيث تخسر الولايات المتحدة ملايين الدولارات في الذخائر مقابل أهداف منخفضة التكلفة.

وبذلك، لا تواجه واشنطن فقط تحديات تقنية كما وصفها الأدميرال كودل، بل أزمة استراتيجية تتعلق بتآكل مكانتها العسكرية أمام خصم يملك الإرادة ويقاتل دفاعًا عن قضايا أعمق، منها قضية الأمة ومظلومية فلسطين.

بيزنس إنسايدر

You might also like