كل ما يجري من حولك

جوعٌ يفتك بالطواقم الطبية في غزة: إغماءات داخل غرف العمليات… والوجبات توقفت كليًا

257

متابعات..|

في تطور مروع يعكس حجم الكارثة الإنسانية في غزة، أعلنت منظمة “مراقبة العاملين في مجال الرعاية الصحية” عن تدهور غير مسبوق في صحة الطواقم الطبية العاملة داخل القطاع، مؤكدة تسجيل حالات إغماء متكررة داخل غرف العمليات، وانخفاض حاد في المناعة، وإرهاق بدني شديد نتيجة الجوع ونقص الغذاء.

ووفقًا لتقارير صادرة عن مؤسسات طبية وإنسانية عاملة في غزة، فإن الطواقم الطبية أصبحت تعاني الجوع ذاته الذي ينهك المدنيين، في وقتٍ باتت فيه المستشفيات تعج بالمرضى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر. الطواقم تعمل في ظروف وصفت بـ”القاسية وغير الآدمية”، وسط انقطاع الغذاء والإمدادات الطبية والإنسانية منذ مارس/آذار الماضي، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.

“لم نأكل منذ يوم”… طواقمٌ على حافة الانهيار

تفيد مصادر طبية في شمال وجنوب غزة بأن الوجبات الغذائية المخصصة للطواقم والمرضى توقفت كليًا، في ظل نفاد المواد الأساسية من الأسواق وتوقف إمدادات المعابر. وأشارت إلى أن بعض الأطباء يعملون من دون طعام منذ أكثر من 24 ساعة، مما أدى إلى حالات إغماء حقيقية، بعضها أثناء إجراء عمليات جراحية.

وتحدث أحد الأطباء في مجمع ناصر الطبي عن تزايد الحالات الناتجة عن سوء التغذية الحاد بين المرضى من مختلف الفئات العمرية، مؤكدًا أن ذلك يزيد من تعقيد العمليات الجراحية، ويرفع من معدل المضاعفات بعد الجراحة.

الخوف من البوح… والطعام مفقود

في ظل هذه الظروف، يتجنب الأطباء الإفصاح عن هوياتهم خشية استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد أن وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مقتل 1590 من أفراد الطواقم الطبية، واعتقال 363 آخرين منذ اندلاع الحرب.

ويؤكد مدير مجمع الشفاء، د. محمد أبو سلمية، أن الطواقم لا تزال تواصل عملها رغم الجوع ونقص الموارد، لكن الضغط الناتج عن زيادة عدد مرضى سوء التغذية، خاصة الأطفال، يفوق قدرة هذه الطواقم المنهكة. وأضاف أن 21 طفلًا توفوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط بسبب الجوع وسوء التغذية.

أطباءٌ يجازفون بحياتهم للحصول على وجبة

مع اختفاء وجبة الأرز التي كانت تُوزع على المناوبين، يضطر بعض الأطباء والممرضين للخروج بحثًا عن الطعام في نقاط التوزيع، رغم معرفتهم بالمخاطر، خصوصًا في ظل استهداف تلك النقاط. وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من 1000 مدني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من مراكز تُدار بإشراف الاحتلال أو مؤسسات مشبوهة.

“كل شيء مستهدف في غزة”

في ذات السياق، صرح المفوّض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن فرقهم تلقّت بلاغات عن إغماءات جماعية بين العاملين في المجال الطبي والإنساني بسبب الجوع والإرهاق، مؤكدًا أن 94% من مستشفيات القطاع تضررت أو دمرت، ولم يتبقَ سوى 19 مستشفى من أصل 36 قادرة على تقديم خدمات محدودة.

نداء عاجل… ومطالب دولية

تطالب المؤسسات الصحية والإنسانية بضرورة رفع الحصار فورًا، والسماح بتدفق المساعدات الغذائية والطبية دون قيود، محذّرين من انهيار وشيك في النظام الصحي بالكامل، وانعدام قدرة الطواقم على الاستمرار في العمل، ما قد يؤدي إلى انفجار كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل.

صحيفة “الغارديان” البريطانية

You might also like