كل ما يجري من حولك

الاحتلال يعترفُ بخسائره الفادحة في قطاعَي النقل والشحن عقبَ حصار اليمن على “إيلات”

238

متابعات..|

اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، بحجم الخسائر المتفاقمة التي يتكبدها اقتصادها، نتيجة استمرار الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال في البحر الأحمر، وعلى رأسها ميناء إيلات، الذي دخل مرحلة الإغلاق الكامل بعد أن بات شبه معطّل منذ مطلع عام 2024.

وذكرت صحيفة معاريف العبرية، نقلاً عن مسؤولين في قطاع النقل الإسرائيلي، أن الوضع في ميناء إيلات “خرج عن السيطرة”، حيث انخفض النشاط فيه بنسبة 90% منذ أكتوبر 2023. ووصفت الصحيفة هذا التراجع بـ”النجاح الاستثنائي” للقوات المسلحة اليمنية في تحقيق هدفها بشل حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأشار التقرير إلى فشل جميع المحاولات الأميركية والإسرائيلية لإعادة تشغيل الميناء، مؤكداً أن إغلاق الحسابات المصرفية لإدارة الميناء بسبب الديون والضرائب المتراكمة عجّل بإغلاقه التام.

من جانبه، قال غابي بن هاروش، رئيس نقابة سائقي الشاحنات الإسرائيليين، إن مئات السائقين في الجنوب ومدينة بئر السبع فقدوا وظائفهم، مضيفاً أن عشرات الشاحنات الجديدة توقفت عن العمل. وقدّر حجم الخسائر السنوية في قطاع النقل الثقيل وحده بنحو 150 مليون شيكل (44.5 مليون دولار).

كما أشار بن هاروش إلى أن نشاط شركات النقل في الجنوب تراجع بنسبة 35%، وأُجبر العديد من السائقين على أخذ إجازات بدون راتب، ما تسبب بخسائر إضافية تُقدّر بنحو 50 مليون شيكل (14.8 مليون دولار) سنوياً.

وأضاف أن الخسائر لم تقتصر على القطاع المدني، بل طالت أيضاً ميزانية الجيش الإسرائيلي، التي كانت تعتمد جزئياً على إيرادات النقل من إيلات. كما توقف تقريباً نشاط نقل الفوسفات، حيث كانت تعمل نحو 500 شاحنة يقودها أكثر من 1500 سائق لنقل المواد من المناجم إلى الموانئ.

حصار يمني فعّال وتحالفات فاشلة

ومنذ نوفمبر 2023، تنفذ قوات صنعاء عمليات بحرية متصاعدة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ضمن حملة عسكرية لدعم غزة، التي تتعرض لحصار وعدوان متواصل.

ورغم تشكيل الولايات المتحدة لتحالفات بحرية متعددة — بدءاً من “حارس الازدهار”، مروراً بـ”أسبايدس” الأوروبية، وصولاً إلى “الفارس الخشن” الذي أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب — إلا أن هذه التحالفات فشلت في تأمين الملاحة، واضطرت للانسحاب بعد أسابيع، بحسب ما ذكرته تقارير غربية.

وبحسب تلك التقارير، فإن معظم السفن التجارية توقفت عن التوجه نحو إيلات، وتم تحويل مساراتها إلى موانئ الاحتلال في البحر المتوسط، ما ضاعف التكاليف اللوجستية وأثقل كاهل الاقتصاد الإسرائيلي، مع خسائر تُقدّر بمليارات الشواكل خلال الأشهر الماضية.

تهديدات يمنية مستمرة وتوسيع دائرة الاستهداف

القوات اليمنية أكدت في بياناتها أن عملياتها في البحر الأحمر ستستمر حتى يتوقف العدوان على غزة ويُرفع الحصار عنها بشكل كامل، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.

كما توعدت بتوسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن والشركات المتورطة في دعم الاحتلال، وهو ما ترجم عملياً عبر الهجومين الأخيرين، الأسبوع قبل الماضي، واللذين أديا إلى إغراق سفينتين خلال يومين متتاليين.

ويُعتبر الشلل الذي أصاب ميناء إيلات إحدى أبرز الضربات غير المباشرة التي تلقاها الاحتلال ضمن الحرب المستمرة، ويعكس تحوّلاً استراتيجياً في ميزان القوة البحرية لصالح محور المقاومة، وسط تزايد التوترات الداخلية في إسرائيل وتراجع ثقة الرأي العام بأداء الحكومة والجيش في إدارة الحرب على غزة.

صحيفة معاريف العبرية

You might also like