متابعات..|

نشرت شركة Azure Strategy، وهي مؤسسة بريطانية متخصّصة في الأمن الاقليمي والاستراتيجي، تقريراً يسلط الضوء على “الانتكاسات الاستراتيجية” التي لحقت بالولايات المتحدة وحلفائها بعد فشل اعتداءاتهم الجوية في اليمن، وتحوّل أنصار الله إلى دولة بحرية مدروسة ومؤثرة في البحر الأحمر.

الهجمات على “ماجيك سيز” و”إترنيتي سي”: عمليات نوعية

ورأت Azure Strategy أن الهجوم المشترك، بمعنى تنسيق بين الزوارق المسيرة والطائرات البحرية المسيّرة، مثّل تحولاً نوعياً بقدرات أنصار الله البحرية، لا سيما في عمليتي الغرق الأخيرتين .

فشل القصف الأمريكي وبداية الاعتراف بالعجز

خلص التقرير إلى أن الضربات الأمريكية، بين مارس ومايو، لم تُحدث أي أثر حقيقي في قدرات صنعاء، بينما أوقف الرئيس ترامب الغارات بعد اعتراف ضمني بعدم قدرة واشنطن على ردع الحوثيين .

اليمن تستخدم البحر الأحمر كورقة ضغط سياسية

وتقول Azure إن اليمن أصبحت تعتمد استراتيجياً على تحركاتها البحرية كأداة مساندة للمفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس استخداماً أكثر تطوراً للعنصر العسكري في الدفع السياسي

أنصار الله كقوة شبه دولة ناجحة ومستقلة عن إيران

يشير التقرير إلى انتماء أنصار الله لمنطق الدولة، عبر امتلاكها هياكل سياسية وعسكرية ومالية مستقلة وتضيف “وليس صحيحاً أنها تابعة لطهران”، ما يجعلها قوة جيوسياسية دائمة، لا مجرد جماعة مسلّحة مؤقتة الوجود.

دعم دولي.. موسكو وبكين في الخلفية

وتقول الدراسة التي أجرتها الشركة البريطانية بعد عمليات القوات اليمنية الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، أن صنعاء تلقت بيانات استهداف استخبارية من روسيا وهو ما يعني وجود تعاون استخباري بين صنعاء وإحدى الدول الكبرى في العالم، إضافة إلى تلقي صنعاء مكونات تدخل في صناعة الصواريخ من الصين، في إطار اتفاق أمني مقابل تأمين مرور السفن الصينية، مما يعكس علاقات دبلوماسية متوازنة وتأسيس صنعاء لقاعدة دولية أوسع.

تقدير خاطئ لواشنطن والترسانة الصاروخية

وترى شركة Azure أن واشنطن لم تقدر حقاً حجم ترسانة القوات اليمنية، التي تطورت كثيراً لتصبح أكثر دقة وانتشاراً وتنوعاً، حسب وصف التقرير، وذلك مقابل “ضعف القدرة على استهداف مكونات هذه القوات في بيئة قتالية معقدة”.

واختتمت الشركة تقييمها الأمني والجيوسياسي لصنعاء بقيادة أنصار الله بالقول إن “أنصار الله أصبحت قوة جيوسياسية متقدمة، تتمتّع بهيكل شبه دولة ناجحة، والعمليات البحرية النوعية في البحر الأحمر شكّلت تحولاً استراتيجياً، يضع صنعاء في قلب رقعة التأثير”، كما تضيف أن “العقوبات والضربات الأمريكية لم تكن كافية لكسر إرادة أنصار الله التي عملت على تحويل أولوياتها من الاعتماد على توفير قوة جوية إلى التركيز على الردع البحري والبري الذي أثبت فعاليته في ردع التفوق الجوي الأمريكي والغربي عموماً”.

من هي شركة أزور استراتيجي؟

شركة “أزور ستراتيجي” هي شركة استشارية بريطانية بارزة متخصصة في مجالات الأمن الإقليمي والدولي، وتقدم تحليلاتها لصالح جهات حكومية وأمنية وتجارية لمن يريد الاستثمار أو إقامة شراكات في الشرق الأوسط، وتركز الشركة تحديداً في تحليل المخاطر السياسية والاقتصادية والجيوسياسية في الخليج والشرق الأوسط بما في ذلك مناطق مضيق هرمز ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.

أزور ستراتيجي