كل ما يجري من حولك

يديعوت أحرونوت: إقامةُ حكم عسكري مباشر لـ”إسرائيل” في غزة وَهْمٌ حتى وإن كان من سيدفعُ هم أصدقاؤنا الجيران

207

متابعات..|

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الاثنين، مقالًا اعترف فيه الصهيوني العميد “ميخائيل ميلشتاين” -مسؤول الساحة الفلسطينية في شُعبة الاستخبارات سابقًا- بالقول: “هناك رابطٌ بين مشروع “المدينة الإنسانية” المخطّط إقامتها بين خان يونس ورفح، وبين مشاريع آلية المساعدة التي أُنشئت قبل نحو شهرين (GHF)”.

وأكّـد ارتباطها أَيْـضًا “وبين تسليح الميليشيات -المدعومة إسرائيليًّا في القطاع جماعات “أبو شباب”- التي يُفترض أن تُشكّل بديلًا لحركة حماس، إلى جانب الإيمان بإمْكَان فرْض نزْع التطرف عن سكان غزة”، حَــدّ تعبيره.

وأشَارَ “مليشتاين” إلى أن “معظمَ هذه الخطوات تُدفع قُدُمًا في جنوب القطاع، وهي المنطقة التي يُفترَضُ بها أن تكونَ المحرّكَ لتغيير القطاع بحسب رؤية ترامب، وجميعها تستند إلى الفرضية القائلة بإمْكَان هندسة الواقع والوعي عبر الدمج بين القوة العسكرية والروافع الاقتصادية”.

بدوره؛ يقول الصهيوني اللواء احتياط “عاموس چلعاد” للصحيفة: إن “الخطة الرامية إلى إقامة حكم عسكري مباشر في غزة هي وَهْمٌ سينفجر إلى شظايا، ربما يبدو الحكم العسكري المباشر جذابًا للبعض؛ لأَنَّه ربما يسمح بهزيمة حماس، لكنه في الواقع يمكن أن يُضعِف (إسرائيل)؛ لأَنَّ تكلفتَه تبلغ مليارات كثيرة لمُجَـرّد المحافظة على هذا الحكم المباشر، حتى وإن كان من سيدفع هم أصدقاؤنا الجيران“.

ووفقًا للمعطيات؛ فإن مضمونَ الخرائط ضمن الخطة التي طرحها الوفد الإسرائيلي تبقي قواته على 40 % من مساحة القطاع، مع التلويح بدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين نحو مربع “غيتو” في أقصى الجنوب الغربي لرفح؛ ما سيثير مخاوف القاهرة التي دائمًا ما تشيرُ إلى خطرٍ ديموغرافي يهدّد أمنها القومي، ينسفُ مبدأَ السلام مع الكيان.

المشهد المعقَّد يضعُ المفاوضات على حافة الهاوية، مع التهديد الإسرائيلي ببديلٍ عسكري “لقلب غزة”، حال فشلت المفاوضات وتمسك المجرم نتنياهو بما يسمى “مدينة الخيام الإنسانية” الأمريكية المزمع إنشاؤها كأدَاة للتهجير القسري.

وفيما الأيّام تمضي والوقت في غزة يُحسب بالدم لا بالساعات؛ عــدَّ مراقبون مفاوضات الدوحة فخًّا سياسيًّا يُستغل لتكريس معاناة الفلسطينيين، واستخدام مأساتهم كورقةٍ تفاوضية بينما يواصل الوسطاء لعب أدوار مزدوجة؛ إذ يقتصر الضغط الدولي على المظاهر دون معالجة جوهر القضية؛ ما يجعل المفاوضات الحالية أدَاةً لشراء الوقت لا لإنهاء العدوان والحصار وبدء الإعمار.

يديعوت أحرونوت

You might also like