الولايات المتحدة والأردن يطلقان تمرين “الغضب العارم 25”
متابعات..|
على خلفية التضاريس الصحراوية والمناطق التدريبية المحصنة، أعلنت أصوات المروحيات، وهدير العربات المدرعة، ووقع الأقدام الحازم على الحصى، انطلاق تمرين “الغضب العارم 25″— في عرض قوي للوحدة والقوة والجاهزية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية.
وفي نسخته العاشرة، أطلق تمرين “الغضب العارم 25” رسميًّا الشهر الماضي تحت القيادة المشتركة لقوات القيادة المركزية لمشاة البحرية الأميركية (USMARCENT) والقوات المسلحة الأردنية (JAF). يُعقد هذا التمرين كُـلّ عامين في نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM)، وشارك أكثر من 600 عنصر من مشاة البحرية والبحارة والجنود الأميركيين من قوة المشاة البحرية الثانية، وقوات مشاة البحرية في القيادة المركزية، إلى جانب وحدات داعمة مختلفة.
يُعد التمرين ميداناً لاختبار العمليات المشتركة، حَيثُ يركز “الغضب العارم” على تعزيز التعاون العسكري الثنائي، وتحسين القدرة على العمل المشترك، واختبار قدرة القوات على الانتشار السريع والمناورة والحفاظ على جاهزية قتالية عالية عبر مناطق حيوية في الأراضي الأردنية.
وقالت النقيب ياسمين سكوت، المتحدثة باسم القيادة المركزية لمشاة البحرية الأميركية: “يواصل تمرين “الغضب العارم” تسليط الضوء على الشراكة القوية والدائمة بين الولايات المتحدة والأردن. هذا التمرين يعكس قدرتنا على تنفيذ مهام لوجستية وعملياتية معقدة مع شركائنا، مع تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين. ”
يمتد التمرين عبر مواقع متعددة في أنحاء الأردن، ويتضمن مجموعة واسعة من التدريبات المكثّـفة، بما في ذلك تمارين الإخلاء الطبي (MEDEVAC)، وعمليات الموانئ واللوجستيات، وسيناريوهات القتال في المناطق الحضرية، وتمارين القيادة والسيطرة. تحاكي هذه الأنشطة تحديات واقعية في بيئات عملياتية ديناميكية، مما يعزز جاهزية البلدين للاستجابة للأزمات بدقة وسرعة.
ومن أبرز محطات تمرين “الغضب العارم 25” تركيزه على الاستفادة من البنية التحتية الحيوية في الأردن — مثل الموانئ الاستراتيجية، والمطارات، وممرات الإمدَاد — لتحريك القوات ودعم استمراريتها. ويتم تنسيق هذا الجهد من خلال مجموعة قيادة تمارين مشتركة، بقيادة مشتركة من القيادة المركزية لقوات مشاة البحرية الأميركية (USMARCENT) والقوات المسلحة الأردنية، وهو ما يجسّد الثقة المتجذرة والتعاون السلس بين الجيشين.
كما يتزامن تمرين “الغضب العارم 25” مع تدريبات إقليمية أُخرى ومشاركات استراتيجية في نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، مما يعزز رؤية أشمل: شرق أوسط آمن من خلال التعاون، والاستعداد، والاحترام المتبادل بين الدول الشريكة.
وفي الوقت الذي تنفذ فيه القوات المشاركة مناورات معقدة على الأراضي الأردنية، يظهر الأثر الحقيقي لهذا التمرين بوضوح — فهو لا يهدف فقط إلى استعراض القوة، بل إلى بناء الثقة والتفاهم والتكامل التكتيكي اللازم للتعامل مع مشهد التحديات الأمنية المتغير في المنطقة.