كل ما يجري من حولك

والاه: الرياض ودمشق تمدّان يد الشراكة لـ”إسرائيل” رغمَ جثث غزة

156

متابعات..|

في مشهد سياسي يختزل الانحدار الأخلاقي لبعض الأنظمة العربية، كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن مشاركة ممثلين عن النظامين السوري والسعودي في مؤتمر داخل “الكنيست” الإسرائيلي، للترويج لما سمي “فرصة إقليمية جديدة” لبناء تحالف أمني مع كيان الاحتلال، رغم المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

ووفقًا لما نشره موقع “والاه” العبري، فقد نقل رجل الأعمال السوري شادي مارتيني، المقيم في الغرب، رسالة من الرئيس السوري أحمد الشرع إلى قادة الاحتلال، دعاهم فيها إلى اغتنام ما وصفها بـ”فرصة لا تتكرر إلا مرة كل قرن”، في إشارة إلى إمكانية فتح صفحة تطبيعية مع كيان الاحتلال، رغم جرائمه اليومية في غزة والضفة.

وقال مارتيني إنّه التقى الشرع قبل أسبوعين، حيث عبر الأخير عن رغبته في “السلام الإقليمي”، داعيًا إلى اغتنام اللحظة بدلًا من ضياعها، وكأن الاحتلال لم يكن لتوّه يرتكب حرب إبادة جماعية بحق أهالي غزة، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى قضية اللاجئين أو الأسرى أو السيادة الفلسطينية المسلوبة.

وفي خطوة لا تقل خطورة، شارك الصحافي السعودي المقيم في الإمارات عبد العزيز الخميس، في المؤتمر ذاته داخل الكنيست، متحدثًا عن “إرهاق الخليج من الحروب”، داعيًا إلى شراكة مع الاحتلال بدلًا من مواجهته، ومقلّلًا من شأن الحرب المستمرة في غزة، والتي راح ضحيتها حتى الآن عشرات الآلاف من المدنيين.

وقال الخميس إن القضية الفلسطينية لا تزال جوهرية بالنسبة إلى الرياض، لكنه سرعان ما نسف هذا الادعاء بتأكيده أنه يجب إقامة دولة فلسطينية “لا مركزية” مع تعايش إسرائيلي، في تجاهل واضح لحقوق الفلسطينيين وثوابتهم الوطنية، وبما ينسجم مع ما يُروّج له الاحتلال منذ عقود.

كما حذّر الخميس من أن الاحتلال إذا واصل إذلاله لغزة، فقد يخسر السعودية والعالم العربي، وهو تهديد باهت لا يليق بحجم المجازر المرتكبة، ولا يعكس موقفًا عربيًا أخلاقيًا يليق بدماء عشرات آلاف الشهداء في القطاع المحاصر.

المؤتمر الذي نظمته مجموعة ضغط جديدة داخل الكنيست ضمّ عددًا من أعضاء أحزاب صهيونية بارزة، وركّز على تحويل نتائج الحرب إلى مكاسب سياسية من خلال توسيع اتفاقيات التطبيع، وضمّ السعودية وسوريا إلى ما يُسمى “اتفاقيات أبراهام”، التي تحوّلت إلى بوابة للركوع أمام الاحتلال مقابل أوهام الرفاه والأمن.

وقال النائب الصهيوني رام بن باراك إن التقارب مع السعودية قبل 7 أكتوبر كان أحد الأسباب التي دفعت المقاومة الفلسطينية إلى التحرك، مشددًا على أن “الوقت مناسب الآن لقيادة شجاعة تصنع شرق أوسط جديداً”، على حد تعبيره.

يأتي هذا المؤتمر المشبوه وسط صمت رسمي سعودي وسوري عن الجرائم اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة وخان يونس ورفح، في وقت تواصل فيه قوات المقاومة الفلسطينية صمودها الأسطوري في وجه آلة القتل الصهيونية.

رسائل التطبيع الجديدة – سواء من دمشق أو الرياض –، وفق مراقبين، لا تمثل شعوب المنطقة ولا تعبّر عن نبضها الحرّ، بل تعبّر عن حكومات اختارت التواطؤ مع العدو مقابل رضا الغرب، وركلت القضية الفلسطينية لصالح تحالفات مشبوهة لا أخلاق لها.

والاه” العبري

You might also like