يديعوت أحرونوت: هل تتحوّل قبرص إلى نُسخة جديدة من فلسطين المحتلة للإسرائيليين؟
متابعات..|
تشهد قبرص تصاعدًا غير مسبوق في الغضب الشعبي والسياسي، على خلفية اتساع تملك الإسرائيليين للعقارات في الجزيرة، وسط تحذيرات من “مخطط صهيوني منظم” يهدد السيادة القبرصية ويعيد إلى الأذهان سيناريو الاستيطان في فلسطين التاريخية.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن القضية تحولت إلى محور رئيسي في الخطاب السياسي والإعلامي القبرصي، مع تزايد القلق من أن عمليات شراء العقارات، خاصة في المناطق الاستراتيجية قرب البنى التحتية الحساسة، ليست مجرد استثمارات عادية، بل جزء من خطة أوسع للنفوذ الديني والاقتصادي.
وفي مؤتمر لحزب “أكيل” اليساري، حذر أمينه العام ستيفانوس ستيفانو من أن ما يجري يشبه ما حدث في فلسطين، حيث بدأ الاستحواذ على الأرض تدريجيا، مشيرا إلى أن عمليات الشراء تشمل إقامة مناطق مغلقة، ومدارس دينية، ومعابد، ما يشكل تهديدا مباشرا للسيادة الوطنية.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا “تيك توك”، انتشار مقاطع فيديو لمستثمرين إسرائيليين يتحدثون عن شراء منازل في قبرص، ويزعمون أن “الله وعدهم بالجزيرة بعد إسرائيل”، ما أثار موجة استياء واسعة بين القبارصة.
وتُظهر البيانات الرسمية أن نحو 2,500 إسرائيلي يقيمون بشكل دائم في قبرص، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 15 ألفا، نظرا لاستخدام العديد منهم جوازات سفر أوروبية.
ويأتي هذا التوسع في تملك العقارات في ظل موجة هجرة إسرائيلية متزايدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مدفوعة بتصاعد التوترات الأمنية وشعور متنامٍ بعدم الأمان، ما دفع آلاف الإسرائيليين للبحث عن ملاذات بديلة في قبرص والبرتغال واليونان.
ويشهد السوق العقاري القبرصي نشاطاً محموماً للمستثمرين الإسرائيليين، في وقت تتفاقم فيه أزمة السكن، ويشعر كثير من المواطنين بأن “الإسرائيليين يشترون كل شيء”، ما يعزز المخاوف من تكرار تجربة الاستيطان التي عاشها الفلسطينيون قبل نكبة 1948.