التلغراف: هل تخفي إيران “أجهزةَ الطرد المركزي” لبناء قنبلة نووية؟
متابعات..|
نووي إيران السلمي، سيستمر، لكن هذه المرة، وبعد أن تعرض المشروع الإيراني السلمي للاستهداف الغربي الصهيوني، سيكون الأمر مختلفًا. ما حدث يجب أن يدفع الجمهورية الإسلامية في اتّجاه السلاح النووي، بعد أن أثبت أنه سلاح الردع الاستراتيجي الأول.
بعد استهداف واشنطن والعدوّ الإسرائيلي لمنشآت إيران النووية، وما رافق ذلك من شكوك حول نجاح الاستهداف وتدمير البرنامج، قال خبير في البرنامج النووي الإيراني إن لدى إيران مواقع مخفية تضم “مئات إن لم يكن آلاف” أجهزة الطرد المركزي المتقدمة القادرة على إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وَأَضَـافَ أن النظام الإيراني نقل أَيْـضًا جزءًا كَبيرًا من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية إلى موقع سري قبل أن تتمكّن الولايات المتحدة من قصف المنشآت النووية الثلاثة المعروفة في الجمهورية الإسلامية.
هذا يعني أن طهران قد تمتلك كُـلّ القدرات اللازمة لبناء قنبلة نووية، كما قالت سيما شاين، الخبيرة الصهيونية في البرنامج النووي والتي عملت داخل المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية لأكثر من 30 عامًا.
قالت شاين لصحيفة التلغراف البريطانية: “أنا متأكّـدة من أن لديهم (الإيرانيين) مكانًا مخفيًّا في مكان ما به مئات، إن لم يكن آلاف، من أجهزة الطرد المركزي، ولديهم كُـلّ هذه المواد في عدة أماكن في جميع أنحاء إيران“.
وأضافت: “إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء الآن، غدًا، ولكن في المستقبل، لديهم كُـلّ القدرات [لصنع قنبلة]“.
في الوقت نفسه، قالت شاين إنه “لا شك” أن الطائرات الإسرائيلية والأمريكية ألحقت “أضرارًا هائلة” بالمواقع النووية الإيرانية المعروفة في فوردو ونطنز وأصفهان، ولكن من المؤكّـد تقريبًا وجود منشآت “سرية” أُخرى؟!.
وتابعت: “المواقع المعروفة بحد ذاتها لا تُشكّل تهديدًا كَبيرًا في الوقت الحالي. المشكلة، كما تعلمون، تكمن في المواد وأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي أنا متأكّـدة من وجودها في مكان ما”.
وأشَارَت إلى أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تقم بزيارة المنشآت الرئيسية في البلاد منذ أربع سنوات، لذلك أنا متأكّـدة من أن لديهم مكانًا مخفيًّا“.
وتقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك 400 كيلوغرام من اليورانيوم المركز بنسبة نقاء 60 %، وهو ما يكفي لصنع ما بين تسع وعشر قنابل نووية إذَا تم تخصيب المادة إلى الدرجة اللازمة للاستخدام في الأسلحة، والتي يقال عُمُـومًا إنها 90 %.
ولم يُعرَفْ بعدُ ما حدث لهذه المواد بعد الهجمات الأخيرة، لكن هناك تكهنات واسعة النطاق بأنه تم نقلها قبل وقتها المحدّد.
وتحدثت الخبيرة الصهيونية أن إيران أشَارَت إلى ذلك “قبل أَيَّـام قليلة” من الهجمات، قائلة إنها “تنشر المواد”؛ مِن أجلِ الاحتفاظ “بأدَاة مهمة في أيديها”.
قالت شاين، التي عملت أَيْـضًا نائبة رئيس الشؤون الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وفي وزارة الشؤون الاستراتيجية، حَيثُ كانت مسؤولة عن الملف الإيراني، “أعتقد أن (إسرائيل) لا تعرف جميع الأماكن التي توجد بها هذه المواد، لكنني لا أعرف على وجه اليقين”.
“كانت هناك أمور كنا نعرفها من قبل، ولكن عندما قرّر الإيرانيون تغيير الصورة… لست متأكّـدًا من أن الاستخبارات اكتشفت كُـلّ شيء”.
وأضافت: أن التركيز على المادة التي تمثل 60 في المِئة قد يكون، إلى حَــدّ ما، مُجَـرّد محاولة لتشتيت الانتباه… لدى إيران “أطنان” من اليورانيوم المخصب إلى 25 % والتي يمكن أَيْـضًا رفعها إلى درجة صنع الأسلحة – حوالي 90 % – إذَا احتفظت بأجهزة الطرد المركزي للقيام بذلك.
شاين، التي عملت مع بريطانيا والولايات المتحدة على الاتّفاق النووي الإيراني في عامي 2015 و2016: أكّـدت “إنهم [الإيرانيين] يعرفون كيف يفعلون ذلك… إنه ليس شيئًا يجهلونه”. كما عملت أَيْـضًا على خطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعها باراك أوباما وألغاها دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
لا تترك صور الأقمار الصناعية مجالًا للشك في أن القنابل ضربت المنشأة، لكن من غير المعروف ما إذَا كانت قد اخترقت قاعات التخصيب تحت الأرض؛ لأَنَّها مدفونة على عمق يتراوح بين 300 إلى 500 متر تحت السطح، وفقًا لخبراء نوويين زاروا المنشأة.
وتشير الضربات الإسرائيلية الجديدة على الطرق المؤدية إلى منشأة فوردو الجبلية، يوم الاثنين، إلى أنه لا توجد ثقة كاملة حتى الآن في أن المنشأة دمّـرت بالكامل.
يوم الاثنين، نشر ترامب على موقع “تروث سوشيال” مقالًا زعم فيه أن أي شخص يقول إن المواقع لم تتعرض لأي شيء سوى “التدمير الكامل” كان ينشر “أخبارًا كاذبة”.
قال: “المواقع التي ضربناها في إيران دمّـرت بالكامل. وحدَها وسائل الإعلام الكاذبة ستقول شيئًا مختلفًا لمحاولة التقليل من شأنها قدر الإمْكَان”.
ويبدو أن صور الأقمار الصناعية للقوافل التي غادرت المواقع الثلاثة في الأيّام الأخيرة تدعم مزاعم إيران بأنها نقلت مخزونها البالغ 400 كيلوغرام – وكان معظمه محتفظا به سابقًا في أصفهان.
وأظهرت إحدى الصور التي نشرتها شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة مقاولات دفاعية أمريكية، صفًا من 16 شاحنة تسير على طريق بالقرب من مدخل مصنع فوردو، الذي يخفيه التراب والأنقاض.
وبحسب شركة تي إس 2 سبيس، وهي شركة دفاع بولندية، فقد ظهرت شاحنات وجرافات وقوافل أمنية تجوب موقع فوردو، حَيثُ أشار محللون إلى أن الصورة كشفت عن “جهد محموم” لنقل أجهزة الطرد المركزي أَو مواد الحماية.
وكان موقع فوردو نفسه في الأصل مشروعًا سريًّا، ولم يتم الكشف عنه إلا في عام 2009، مما يثير احتمال وجود مشاريع أُخرى. هذا يتطابق مع التصريحات الإيرانية الرسمية، حول أمان كميات اليورانيوم المخصب، سواء عالي التخصيب أَو منخفض التخصيب؛ ما يعني انتصارًا إضافيًّا للجمهورية الإسلامية.
* التلغراف