كل ما يجري من حولك

“فورين أفيرز”: المنطقة على شفير حرب إقليمية واسعة النطاق.. وهذه مآلاتُها

144

متابعات..|

أفادت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية بأن منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن ودول الخليج العربي، تقف على حافة حرب إقليمية شاملة جراء الحرب التي بدأتها (إسرائيل) في 13 يونيو الجاري على إيران.

تصاعد القتال والمخاوف الإقليمية

ذكرت نام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “تشاتام هاوس”، في تحليل، أن الشرق الأوسط يتأرجح على شفير حرب إقليمية واسعة النطاق.

جاء ذلك بعد أن شنت (إسرائيل) حملة قصف متواصلة استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، وقيادة النظام، ومستودعات النفط والغاز، في محاولة – حسب تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – “لإضعاف وتدمير وإزالة خطر” التسلح النووي الإيراني المحتمل.

– وأضافت فاكيل أن إيران ردت “بوابل من الصواريخ الباليستية، وانسحبت من المفاوضات النووية مع واشنطن”.

كانت الدول العربية قلقة من الانجرار إلى حرب بين إيران و(إسرائيل) منذ أن بدأت الدولتان في المناوشات غير المباشرة قبل عام ونصف.

لكن مع اتساع رقعة القتال، ومع مرور الصواريخ بشكل روتيني فوق منطقة الخليج بأكملها، “لا تتساءل الدول المجاورة الآن عما إذَا كان الصراع سيصل إليها، بل متى”.

– ترى فاكيل أنه “لا تزال هناك فرصة ضئيلة لتجنب حرب شاملة.

ولكن مع تراجع واشنطن، على ما يبدو، عن الدبلوماسية، يقع على عاتق دول المنطقة وقف الصراع.

فالدول العربية وتركيا فقط، في نهاية المطاف، تتمتع بعلاقات عمل جيدة مع (إسرائيل) وإيران والولايات المتحدة”.

دعوة للوساطة الإقليمية

دعت فاكيل هذه الدول إلى طرح مقترحات لخفض التصعيد، وإطلاق مبادرة وساطة إقليمية تمكّنها من التواصل مع الأطراف المتحاربة والعمل كوسيط بينها.

وقالت: “سيظلّ لزامًا عليها إشراك واشنطن، لكن لا يمكنها الاعتماد عليها”.

وأكّـدت أنه في حال فشلت الدول العربية وتركيا، “ستتّخذ الحرب طابعًا إقليميًا.

وقد تواجه هذه الدول هجمات على بنيتها التحتية من قِبل إيران.

وسينتشر الخوف وعدم اليقين بين شعوبها”.

دول المنطقة عالقة في مرمى النيران

توقعت فاكيل دخول الولايات المتحدة الحرب قريباً نيابةً عن إسرائيل، وفي هذه الحالة، “ستكون إيران أكثر ميلاً لاستهداف الدول العربية، التي تضمّ قواعد عسكرية أمريكية متعددة”.

– بالنسبة لدول الخليج، “ستكون الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية، أَو البنية التحتية للطاقة في الخليج، أَو السفن في مضيق هرمز بمثابة كارثة”.

فذلك “سيُعرّض صادرات النفط للخطر، وتُدمّـر ثقة المستثمرين، وتُخرّب اقتصاداتها المعتمدة على الكربون، وتُقوّض مساعيها الاقتصادية الأُخرى، مثل مبادرة رؤية السعوديّة 2030.

كما قد تُفاقم هذه الهجمات الصراع في اليمن، حَيثُ من المرجح أن يستأنف الحوثيون المتمردون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، ويوجهون ضرباتٍ مباشرة إلى دول الخليج”.

– وأضافت أن “السكان العرب المدنيين سيعانون من أي هجمات تُهدّد إمدَادات الغذاء، أَو تُلوث المياه، أَو تُؤدي إلى اضطراباتٍ إلكترونية.

وإدراكاً منها للمخاطر التي تواجهها، تُصبح هذه الدول أكثر يأساً لمنع امتداد الصراع”.

الوسطاء المحتملون ودورهم

ترى فاكيل أن “الجهات الفاعلة الإقليمية تتمتع بمكانة فريدة ومصداقية ونفوذ كافٍ لوقف التصعيد بين إيران و(إسرائيل) والولايات المتحدة”.

فدول الخليج تحافظ على خطوط اتصال مباشرة مع كُـلّ من طهران وواشنطن، وتستضيف قوات أمريكية، وتتوسط في محادثات عبر قنوات خلفية، وتفهم الحسابات الأمنية لكلا الجانبين.

كما أصبح لديها الآن سبلٌ للتحدث مع إسرائيل، علناً أَو سراً.

في هذه اللحظة الحرجة، “يجب على الحكومات الإقليمية استخدام كُـلّ هذه الإمْكَانات ليس فقط لإدارة التداعيات، بل أَيْـضاً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية النووية والإقليمية الأوسع”.

– لتحقيق ذلك، تقترح فاكيل على الحكومات الإقليمية إطلاق مبادرة دبلوماسية، ربما تحت رعاية جامعة الدول العربية أَو مجموعة اتصال أصغر بقيادة خليجية، تستخدم معلومات استخباراتية موثوقة وقنوات خلفية دبلوماسية لإقامة محادثات غير مباشرة بين ممثلي (إسرائيل) وإيران.

– أكّـدت فاكيل أن العمل الإقليمي المنسق ضروري لمنع وقوع كارثة أوسع.

فمع أن موافقة ترامب على هدنة بوساطة حكومة أجنبية قد تبدو صعبة، إلا أن زيارته الأخيرة لدول الخليج العربي منحت قادتها شعوراً متجدداً بأن واشنطن تستمع لمخاوفهم الأمنية.

– وخلص تحليل الباحثة إلى أن تحقيق اتّفاق سلام سيكون صعباً للغاية، حَيثُ إن إيران و(إسرائيل) “مُتمسّكتان بمواقفهما، ويبدو أن الصراع يتصاعد لا يهدأ”.

ومع ذلك، فإن العالم بحاجة ماسة إلى جهد دبلوماسي جاد ومُستمرّ لخفض التصعيد.

يجب أن يشمل هذا الجهد إيران وإسرائيل، وأن تدعمه الولايات المتحدة.

ولكن لا يمكن قيادته، أَو على الأقل تحفيزه، إلا من قِبل دول المنطقة.

* “فورين أفيرز”

You might also like