كل ما يجري من حولك

بلومبيرج: اضطرابات تهز أسواق المال العالمية والنفط يقفز لمستويات قياسية

123

 

متابعات..|

 

شهدت أسواق الطاقة والمال العالمية اضطرابات حادة عقب الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل على مواقع إيرانية، إذ ارتفعت أسعار النفط بنسبة قاربت 7%، وسط مخاوف متزايدة من تعطل إمدادات الخام من الشرق الأوسط، أحد أهم مصادر الطاقة العالمية.

 

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7.02% (ما يعادل 4.87 دولارات)، لتسجّل 74.23 دولارًا للبرميل، بعد أن بلغت ذروتها خلال الجلسة عند 78.50 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ يناير/كانون الثاني الماضي، في قفزة يومية تجاوزت 13%.

 

أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد قفز بنسبة 7.62%، ليصل إلى 72.98 دولارًا للبرميل، بعدما سجل خلال التداولات أعلى مستوياته منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي عند 77.62 دولارًا، وفق بيانات “رويترز”.

 

ويرى محللون أن تفاقم التوتر الأمني في الشرق الأوسط، لا سيما مع دخول إيران – أحد أبرز المنتجين في منظمة أوبك – في دائرة الاستهداف، يُنذر بتعطّل محتمل في الإمدادات. ويمر ما يقرب من 20 مليون برميل نفط يوميًا عبر مضيق هرمز، وهو ما يعادل نحو ثلث التجارة البحرية العالمية من الخام.

 

ويُشير خبراء الطاقة إلى أن القدرات الاحتياطية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) قد لا تكون كافية لتعويض النقص المفاجئ في الإمدادات، في حال توسّعت رقعة النزاع أو استُهدفت المنشآت النفطية الحيوية في دول الخليج.

 

وبحسب “بلومبيرغ”، كشفت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع في الولايات المتحدة أن صناديق التحوط اتخذت قبل أيام من الضربات الجوية موقفًا صعوديًا قويًا تجاه الخام الأميركي، هو الأقوى منذ يناير/كانون الثاني. وقد رفع مديرو الأموال صافي مراكزهم الشرائية طويلة الأجل على خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 16,056 عقدًا، لتصل إلى 179,134 عقدًا في الأسبوع المنتهي في 10 يونيو/حزيران.

 

كذلك، أظهرت بيانات “بورصة إنتركونتيننتال أوروبا” أن الرهانات على صعود أسعار خام برنت وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عشرة أسابيع، في مؤشر على ثقة المستثمرين بأن الأسعار ستواصل الارتفاع بفعل العوامل الجيوسياسية.

 

وكانت الأسواق العالمية تلقت قبل أيام دفعة إيجابية من مؤشرات على تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

 

على الجهة الأخرى، شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تراجعًا حادًا بفعل تصاعد التوترات العسكرية. فقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا بـ68.92 نقطة، أو بنسبة 1.14%، عند مستوى 5976.34  نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك بـ254.13 نقطة أو 1.29%، إلى 19407.49 نقاط. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فهبط بمقدار 768.73 نقطة، أو بنسبة 1.79% ليغلق عند 42198.89 نقطة.

 

وتأتي هذه القفزة في أسعار النفط في وقت تعاني فيه السوق من محدودية الإمدادات، بالتزامن مع مؤشرات على انتعاش الطلب، خاصة مع اقتراب موسم السفر الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

 

وتُحذّر تقارير عديدة من أن استمرار التوتر في منطقة الخليج – التي تضم كبار المنتجين كالسعودية والإمارات وإيران والعراق – قد يدفع الأسعار إلى مستويات تتجاوز 85 دولارًا للبرميل في المدى القريب، إذا ما استهدفت منشآت تصدير أو تعطلت شحنات بحرية رئيسية.

 

الأسواق تتحرك حاليًا على وقع السياسة والسلاح. ومثل هذه القفزات في أسعار النفط، التي تُعد الأكبر منذ أكثر من ثلاث سنوات، تفتح بابًا لمزيد من التقلبات، وتضع العالم أمام مفترق طرق اقتصادي وأمني، في ظل تداخل الملفات الجيوسياسية، ومحدودية الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، وتوترات الأسواق العالمية.

 

You might also like