قالت صحيفة جلوبس الإسرائيلية، إن من أسمتهم “الحوثيين” نسيوا شيئاً عندما أعلنوا تصعيد حصارهم البحري على إسرائيل وتمديده ليشمل ميناء حيفا.

الصحيفة قالت إن ميناء حيفا ليس مملوكاً لإسرائيل تحت مزاعم أن شركتين صينية وهندية هما من يمتلكان حق التشغيل في ميناء حيفا وحوض السفن.

وبخصوص ملكية تشغيل ميناء حيفا وحوض السفن لشركتين هندية وصينية زعمت الصحيفة الصهيونية أن ذلك سيمنع القوات المسلحة اليمنية من فرض حظر ملاحي عليهما باعتبار أن الصين والهند لهما علاقات ومصالح مشتركة مع إيران التي بدورها –بحسب زعم الصحيفة – “ستمنع الحوثيين من حظر الملاحة في حيفا”.

الحقيقة أن اليمن لم ينسى أن ميناء حيفا يتم تشغيله من قبل شركتين هندية وصينية، لكن صحيفة غلوبس هي من نسيت أن اليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة سيفعل أي شيء من أجل دفع الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم الإبادة التي يمارسها بحق أبناء غزة.

ونسيت الصحيفة العبرية أن اليمن لا يمكن أن يقف شيء في طريقه لا علاقات ولا أسقف ولا أي اعتبارات مهما كانت.

ونسيت الصحيفة العبرية (غلوبس) أن القوات المسلحة اليمنية خلال فرض الحصار على ميناء إيلات كان من بين السفن التي استهدفتها اليمن لمنعها من الملاحة في البحر الأحمر: سفينة كانت متجهة إلى إيران وأخرى نفطية مملوكة لروسيا وثالثة صينية ورابعة سفينة هندية وطاقمها هندي وتم ضربها في عرض المحيط الهندي ورغم علاقات هذه السفن بهذه الدول التي تفترض الصحيفة العبرية أنها ستمنع صنعاء من حظر الملاحة بميناء حيفا إلا أن ذلك لم يمنع صنعاء من استهدافها حتى لو كانت مملوكة أو متجهة لـ أو إلى هذه الدول طالما أنها كسرت الحظر اليمني المفروض على الملاحة نحو موانئ فلسطين المحتلة، في حينه.

وبالتالي فإن علاقات إيران بالصين والهند المالكتين لشركتين تشغلان ميناء حيفا وحوض السفن في فلسطين المحتلة، لن يمنع اليمن من تنفيذ قراره بحظر الملاحة هناك، وهذا أولاً.

وثانياً: لا إيران ولا غير إيران تستطيع أو يمكنها الضغط على صنعاء للتراجع عن قراراتها المتخذة ضد الاحتلال الإسرائيلي طالما لا يزال الاحتلال يمارس حرب الإبادة والتجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فاليمن سيد نفسه وقد عرف قادة الكيان الصهيوني منذ بدء جبهة الإسناد اليمنية لغزة بعد 7 أكتوبر 2023 بأن اليمنيين هم من يتخذون قراراتهم بأنفسهم وهم أيضاً من يصنعون أسلحتهم بأنفسهم ولا تستطيع إيران أن تفرض عليهم شيئاً لا يريدونه، وهذا هو الشيء الأخير الذي نسيته الصحيفة العبرية غلوبس.

أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن الصحيفة العبرية (غلوبس) وفي سياق خبرها الذي زعمت فيه أن اليمن لن ينفذ قراره بحظر الملاحة في حيفا، ذكرت أيضاً بأن الملاحة الإسرائيلية في ميناء الخليج الصيني انخفضت 40% وفي حوض السفن في حيفا انخفضت بنسبة 25% وهو إقرار بفعالية الحظر اليمني على الملاحة الإسرائيلية الذي زعمت الصحيفة في بداية خبرها بعدم وجود مؤشرات حتى اللحظة على تأثر الملاحة في حيفا بقرار صنعاء الجديد.

وإضافة إلى ذلك قالت غلوبس إن مسؤولي الموانئ “اعترفوا” حسب الصحيفة، “بأنهم يتلقون أسئلة من العملاء في جميع أنحاء العالم ويطلب منهم إجراء محادثات توضيحية وتهدئة، من أجل الحفاظ على استمرارية العمل في الموانئ”، في مؤشر على أن شركات الشحن تأخذ القرارات اليمنية على محمل الجد ولا تتجاهلها.

لقد نسيت الصحيفة العبرية شيئاً آخر أكثر أهمية، وهو أن العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية ربما بما في ذلك صحيفة “غلوبس”، وتقريباً جميع وسائل الإعلام الغربية الدولية سبق أن نشرت في عدة تقارير وتحليلات بأن “الشيء الوحيد الذي سيمنع اليمنيين من استهداف إسرائيل هو وقف الحرب على غزة”.