“غلوبس” العبرية: شركات الطيران تطالب بإعلان حالة الطوارئ في المجال الجوي بالكامل جراء صواريخ اليمن والاحتلال يرفض
متابعات..|*
كشفت صحيفة “غلوبس” العبرية أن الخطوط الجوية البريطانية قررت تمديد تعليق جميع رحلاتها إلى الكيان المؤقت حتى نهاية يوليو المقبل، في خطوة وصفتها الصحيفة بـ”الدراماتيكية” وتُهدد بشلل شبه كامل لحركة الطيران من وإلى مطار بن غوريون، خاصة في ذروة موسم الصيف السياحي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن موجة انسحابات متزايدة لشركات طيران عالمية تخلّت عن جدولة رحلاتها إلى الأراضي المحتلة، في ظل استمرار تداعيات الحرب على غزة وتصاعد عمليات الرد اليمني التي جعلت أجواء الكيان عرضة لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة بشكل شبه يومي.
وأشارت “غلوبس” إلى أن الخطوط البريطانية، التي بذلت جهودًا استثنائية في الشهور الماضية للحفاظ على رحلاتها رغم التوترات الأمنية، انضمت الآن إلى شركات كبرى مثل الخطوط الكندية و”إيزي جيت” التي قررت أيضًا تأجيل استئناف رحلاتها إلى وقت غير معلوم.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن تعقيدات الإقامة الأمنية لطاقم الطائرات، وارتفاع تكلفة الحلول البديلة، مثل تبديل الطواقم في مطارات وسيطة كـ”لارنكا” و”ميونيخ”، أدت إلى انسحاب متزايد للشركات، وسط خشية من “تأثير القطيع” في سوق الطيران، حيث يؤدي خروج شركة واحدة إلى انسحاب جماعي في ظل غياب ضمانات أمنية حقيقية.
وتحمل الصحيفة جزءًا من المسؤولية لحكومة الاحتلال التي رفضت حتى اللحظة إعلان “حالة طوارئ خاصة” تتيح تفعيل تعديلات قانونية طلبتها الشركات، تُمكّنها من التهرب من دفع تعويضات للركاب عند إلغاء الرحلات لأسباب أمنية. وهو ما اعتبرته الشركات إجحافًا كبيرًا، حيث اضطرت بعض الشركات مثل “رايان إير” لدفع ملايين اليوروهات كتعويضات رغم أن الأسباب خارجة عن إرادتها.
الجدير بالذكر أن مجموعة IAG المالكة للخطوط البريطانية – والتي تملك الخطوط الجوية القطرية ربع أسهمها – تُعد من التكتلات الجوية الأهم في العالم، ما يجعل قراراتها مؤثرة على حركة الطيران الدولية من وإلى الأراضي المحتلة.
ويرى مراقبون أن الانكفاء الجوي المتصاعد يعكس فقدان الاحتلال للقدرة على فرض “الأمن الجوي” في محيطه، في ظل تعاظم قدرات محور المقاومة، وعلى رأسه صنعاء، التي نجحت في فرض معادلة ردع جوية تتجاوز حدود فلسطين المحتلة إلى عمق الاقتصاد الغربي المرتبط بها.
لماذا تطالب شركات الطيران بإعلان “حالة طوارئ خاصة”؟
قال مصدر اقتصادي يمني مهتم بجبهة الإسناد اليمنية وتأثيرها الاقتصادي على الاحتلال أن شركات الطيران الأوروبية والغربية، ومن بينها الخطوط البريطانية، تطالب الاحتلال بإعلان رسمي لـ”حالة طوارئ خاصة” في مطار اللد “بن غوريون” أو الأجواء الإسرائيلية عمومًا، لسبب قانوني محدد: حتى تُعفى من دفع تعويضات للمسافرين، وفقًا لقوانين الطيران المدني الأوروبية، والتي تُلزم شركات الطيران بدفع تعويضات للركاب في حال تأخير أو إلغاء الرحلات، إلا إذا كان السبب خارجًا عن إرادة الشركة، مثل الكوارث الطبيعية أو الحرب أو الطوارئ الأمنية المعلنة رسميًا.
لماذا ترفض “إسرائيل” إعلان حالة الطوارئ؟
رغم الضغط المتزايد، تتجنب سلطات الاحتلال إعلان “حالة طوارئ خاصة” في مطار بن غوريون لأسباب خطيرة:
1. الاعتراف الضمني بخطورة الهجمات اليمنية
إعلان الطوارئ يعني اعترافًا رسميًا بأن المطار بات غير آمن للطيران المدني، بسبب تهديدات خارجية.
وهذا ما يعني أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في فرض معادلة حظر جوي واقعي على المطار، وهو انتصار سياسي ودعائي كبير لليمن على حساب الكيان الإسرائيلي.
2. ضرب صورة “السيادة الجوية” للاحتلال الإسرائيلي
“إسرائيل” تروج عالميًا لقدرتها على الدفاع عن مجالها الجوي عبر “القبة الحديدية” و”حيتس 3″، وإعلان الطوارئ يُفقد هذه السمعة، ويكشف عجز الدفاعات عن حماية مركزها المدني الأهم.
3. خسائر اقتصادية مباشرة
فإعلان الطوارئ قد يُجبر شركات التأمين العالمية على رفع كلفة التأمين على الرحلات والبضائع إلى الكيا الإسرائيلي، كما قد يؤدي إلى انهيار الثقة بسوق السفر والسياحة خلال موسم الصيف، ووقف الرحلات من دول كثيرة تلقائيًا.
4. خسائر سياسية أمام الرأي العام الداخلي
حكومة نتنياهو تعيش في مأزق سياسي داخلي، وأي اعتراف بالهزيمة أمام اليمن حتى ولو غير مباشر، سيزيد الغضب الشعبي.
الخلاصة هي أن “إسرائيل” ترفض إعلان “حالة طوارئ خاصة” لتجنّب اعتراف قانوني وسياسي بأنّ مطار بن غوريون بات خاضعًا لتهديد عسكري حقيقي من صنعاء، وهو ما سيُعتبر انتصارًا معنويًا واستراتيجيًا للحوثيين، ويفتح الباب أمام تدهور الثقة الدولية بقدرتها على تأمين أجوائها.