صحيفة عبرية: “إسرائيل” ارتكبت خطأً استراتيجياً بتجاهل تهديد أنصار الله
متابعات..|
اعترفت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خطأً استراتيجيًا فادحًا على مدى سنوات، حين قلل من شأن قدرات حركة أنصار الله في اليمن، واعتبرها مجرد جبهة ثانوية غير مؤثرة.
وقالت الصحيفة، في تقرير موسّع، رصده وترجمه “المساء برس”، إن “التهديد اليمني تطور بهدوء على مدى سنوات، إلى أن بلغ ذروته خلال الأشهر الماضية، بعد أن شرعت الحركة اليمنية في إطلاق العشرات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، مخترقةً الدفاعات الجوية الأميركية والإسرائيلية في مناسبات عديدة”.
وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال رصد اختراق نحو 45 صاروخاً وطائرة مسيّرة يمنية للأجواء الإسرائيلية، من بينها 25 منذ منتصف مارس الماضي، بالتزامن مع استئناف العدوان الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة. “وبينما حققت منظومات “آرو” و”ثاد” معدلات اعتراض مرتفعة، إلا أن بعضها أخفق، ما أتاح لصاروخ أنصاري أن يُصيب مطار بن غوريون بشكل مباشر، مسبباً حفرة كبيرة وتعليق الرحلات الجوية”، في ضربة وصفتها الصحيفة بأنها كانت “نفسية وسيادية بالدرجة الأولى”.
وتشرح الصحيفة أن حركة أنصار الله، التي نشأت في صعدة شمال اليمن، تحولت إلى قوة إقليمية بارزة خلال الحرب التي شنّها التحالف بقيادة السعودية بين عامي 2015 و2022. وخلال تلك الفترة، أطلقت الحركة صواريخ بعيدة المدى استهدفت منشآت في عمق الأراضي السعودية والإماراتية، بما في ذلك صواريخ تجاوزت مداها 1200 كيلومتر، ما أثار حينها قلقًا في إسرائيل، إلا أن هذا القلق لم يُترجم إلى استعدادات عملية، إذ تجاهلت القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال تلك التحذيرات بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن اليمن أصبح اليوم جبهة قائمة بحد ذاتها ضد “إسرائيل”، “يصعب احتواؤها بالضربات الجوية المحدودة، خصوصًا في ظل تماسك أنصار الله الأيديولوجي، وعزلتهم الجغرافية، وقدرتهم على المناورة العسكرية في بيئة قاسية”.
وتشير الصحيفة إلى أن “إسرائيل بعد تردد استمر أربعة أشهر، بدأت مؤخراً بتنفيذ ضربات ضد البنى التحتية في اليمن، شملت موانئ ومطارات، لكن هذه الضربات لم تنجح في كبح القدرات العسكرية لأنصار الله، التي تستند إلى مخزون كبير من الصواريخ والطائرات المسيّرة”.
ويأتي التقرير في وقت تشهد فيه “إسرائيل” تراجعًا استراتيجيًا في عدد من الجبهات، من لبنان وغزة إلى العراق واليمن، خاصة بعد انسحاب القوات الأميركية من عملية “راف رايدر”، التي كانت تهدف لاحتواء الهجمات اليمنية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ومنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، أعلنت صنعاء انخراطها الكامل في معركة الردع ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدفت القوات اليمنية العشرات من السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، ما أدى إلى إغلاق ميناء إيلات بشكل كامل وتحويله إلى ميناء معزول.
وبعد فشل التدخل الأميركي-البريطاني في احتواء الهجمات اليمنية، اضطرت واشنطن لوقف عملياتها العسكرية المباشرة أوائل مايو الجاري فيما تواصل صنعاء تنفيذ عملياتها ضد الاحتلال دون توقف، في ظل توسع دائرة الرد لتشمل العمق الإسرائيلي، وتوسيع أهدافها بفرض حظر على مطار بن غوريون وحظر ملاحي بحري على ميناء حيفا، وسط عجز واضح في المنظومات الدفاعية الأميركية والإسرائيلية، وتزايد الاعترافات الصهيونية بفعالية الضربات القادمة من اليمن