ذا هيل: بعد إطاحتهم بـ “الراكب الخشن” على أمريكا رعاية تحالف إسرائيلي مع حكومة التحالف السعودي لتقويض الحوثيين
متابعات..|
أكد الخبير العسكري الأمريكي مايكل نايتس أن عملية “الراكب الخشن” التي شنتها الولايات المتحدة ضد قوات صنعاء انتهت بشكل “مأساوي”، بعدما فشلت في كسر إرادة أنصار الله الذين استمروا في استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي رغم آلاف الغارات الأمريكية.
وفي مقال تحليلي نشره في صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، ورصده وترجمه “المساء برس”، قال نايتس إن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطرَّ إلى إنهاء الحملة الجوية على الحوثيين في السادس من مايو 2025، بعد 52 يومًا من القصف المتواصل، نتيجة لفشل الضغط العسكري في إجبار صنعاءَ على التراجع عن موقفها”.
وأشار الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة عمانية، لا يضمن إنهاء الهجمات اليمنية، “بل يمنح الحوثيين فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة بناء قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة، كما فعلوا سابقًا بعد كل جولة تصعيد”.
وأضاف أن “واشنطن أنفقت قرابة مليار دولار، وخسرت ثماني طائرات مسيّرة وطائرتين حربيتين، مقابل لا شيء، فيما لا تزالُ التهديداتُ الحوثية ضد إسرائيل قائمة”.
فشل عسكري أمريكي وتفوق يمني
وزعم نايتس أن الهجمات الجوية الأمريكية نجحت جزئيًا في تدمير منصات الصواريخ والطائرات المسيّرة والبنية الصناعية اليمنية، لكن هذه المكاسب مؤقتة، ويمكن إعادة بنائها خلال عام”.
ورأى أن الولايات المتحدة وجدت نفسها في مواجهة خصم صغير، لكنه شديد الصلابة والمرونة، أظهر واشنطن بمظهر العاجز أمام خصوم أكبر مثل الصين، وأضاف أن “تكرار الفشل في ردع الحوثيين أصبح يهدد مصداقية الردع الأمريكي في المنطقة”.
دعوات لتشكيل تحالف إقليمي برعاية أمريكية ضد صنعاء
ودعا الكاتب إدارة ترامب إلى تشكيل تحالف إقليمي جديد يضم إسرائيل وحكومة التحالف السعودي الإماراتي المنفية، وكل من السعودية ومصر والإمارات وعُمان، برعاية القيادة المركزية الأمريكية، بهدف “احتواء الحوثيين وتعزيز الحماية البحرية في البحر الأحمر، دون تدخل أمريكي مباشر”.
كما اقترح نايتس أن “تواصل الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية لمواجهة هجمات صنعاء، وتقديم الدعم لبناء قوات يمنية موالية للتحالف كقوة موازية للحوثيين”، في إطار ما سماه “الاحتواء الذكي”.
وتأتي هذه التحليلات في أعقاب الهجمات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية منذ منتصف مارس الماضي وحتى مايو الجاري ضد أهداف يمنية، ضمن ما أطلق عليه اسم “عملية الراكب الخشن”، بهدف وقف الهجمات التي تنفذها صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن وإيقاف حظر الملاحة الإسرائيلية الذي استأنفته صنعاء في مارس الماضي بعد استئناف الاحتلال الإسرائيلي الحصار والقصف على قطاع غزة.
ورغم القوة العسكرية الأمريكية الهائلة، فشلت واشنطن في كبح جماح صنعاء التي كثّفت هجماتها البحرية والجوية، وأجبرت سفن الشحن العالمية على تغيير مساراتها، ما تسبّب في فضح محدودية القوة الغربية في مواجهة أطراف مقاومة غير تقليدية.
وكانت صنعاء قد أعلنت أن عملياتها في البحر الأحمر ستستمر حتى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها، مؤكدة أن استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” قرار لا رجعة فيه، كما أعلنت مؤخراً فرض حظر على الملاحة الجوية للاحتلال الإسرائيلي عبر قصف مطار اللد “بن غوريون”، ومخاطبة شركات الطيران الأجنبية بوقف رحلاتها من وإلى كيان الاحتلال الإسرائيلي وهو ما استجابت له على الفور شركات الطيران الأجنبية التي علقت رحلاتها للاحتلال إلى أجل غير مسمى.