موقع Globes الاقتصادي الإسرائيلي يعترف بفشل الرهان العسكري على اليمن: “هجماتنا تعزّز الحوثيين ولا تضعفُهم”
متابعات..|
في اعتراف نادر وغير معتاد، حذّر العميد في الاحتياط شموئيل إلماس، من أن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على اليمن لا يؤدي إلى إضعاف قوات صنعاء، بل يمنحها قوة وزخمًا سياسيًا وشعبيًا أكبر، مؤكدًا أن ما تفعله إسرائيل يعيد تكرار أخطاء التحالف السعودي الإماراتي.
وفي مقال نشره موقع Globes الاقتصادي الإسرائيلي، أشار إلماس إلى أن الهجوم الأخير الذي نفذته 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية على موانئ الحديدة والصليف، وأسقطت خلاله 35 قذيفة، كان مثيرًا من حيث التنفيذ، لكنه عديم الجدوى من الناحية الاستراتيجية. وقال: “كل هجوم في اليمن يُعزز الحوثيين، لا يُضعفهم”.
وزعم إلماس أن الغارات الإسرائيلية على منشآت مدنية أو صناعية في اليمن، مثل مصانع الخرسانة، تعكس جهلاً بطبيعة الواقع في بلدٍ دمرته حرب دامت قرابة عقد. وقال: “لا يمكنكم التأثير على الحوثيين بالضغط الاقتصادي، لأن ليس لديهم ما يخسرونه”.
وهنا يطرح الكاتب الإسرائيلي تصوراً خاطئاً إذ أن لليمنيين ما يخسرونه جراء تمسكهم بموقفهم الديني والإنساني، لكنهم لا يبالون بأي خسائر في سبيل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
إسرائيل تكرر أخطاء السعودية والإمارات
وانتقد إلماس تكرار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للأخطاء التي ارتكبتها السعودية والإمارات، قائلاً إن الدولتين الخليجيتين اعتمدتا لعشر سنوات على الضغط العسكري لهزيمة “الحوثيين”، لكنها انتهت إلى التفاوض معهم، بل والبحث عن ضمانات أمنية إيرانية لحماية مصالحهما.
وأوضح أن “الفهم الخاطئ لطبيعة الحوثيين، يشبه الفهم الساذج الذي ساد في إسرائيل حول دور المنحة القطرية في تهدئة حماس”، مشيرًا إلى أن هذا النوع من السياسات لا يفضي إلى الأمن، بل يمنح الخصم فرصة للتجهيز والاستعداد.
الحوثي يزداد قوة والهجمات تعزز شعبيته
ويرى الكاتب أن زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يخرج مستفيدًا من كل ضربة إسرائيلية، حيث تُمكنه من رفع شعبيته في الداخل اليمني الفقير والممزق، خاصة مع تزايد الغضب العربي والإسلامي من المجازر الإسرائيلية في غزة، مما يجعل أي رد يمني يُنظر إليه كـ”رد طبيعي ومشروع”.
وأشار إلى أن “الضربات لا تُسهم في ردع الحوثيين بقدر ما تمنحهم شرعية وطنية وشعبية، وتُرسخ موقعهم في محور المقاومة، الذي أصبح يقود معركة متعددة الجبهات ضد “إسرائيل” في غزة ولبنان واليمن والعراق”.
الخيار الحقيقي: وقف الحرب أو ضرب إيران
في نهاية المقال، خلص إلماس إلى أن “هناك خيارين فقط أمام إسرائيل للتعامل مع الحوثيين، لا ثالث لهما: إما التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غزة، يُفضي تلقائيًا إلى تهدئة جبهة اليمن، أو ضرب إيران مباشرة وحرمان الحوثيين من مصدر الدعم”، حسب زعمه.
وقال: “مهاجمة الحوثيين فقط لن تُجدي، بل تُعزز مكانتهم. وحده بثّ الخوف في طهران، ومنعها من إرسال الدعم، قد يغير شيئًا”.
منذ انخراط صنعاء في معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، صعدت من هجماتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، قبل أن توسع عملياتها إلى البحر العربي وخليج عدن، وتبدأ في توجيه ضربات مباشرة نحو عمق فلسطين المحتلة، ثم توسع الضغط أكثر بفرض حظر على الملاحة الجوية للاحتلال الإسرائيلي في مطار اللد “بن غوريون”.
وفيما حاولت واشنطن ولندن الرد عبر تشكيل تحا في المعركة الإقليمية ضد الاحتلال.